يحاول قادة في تيار الزعيم الديني مقتدى الصدر تدارك القلق الذي أحدثه تهديده بإعادة مليشيا «جيش المهدي»، من خلال تأكيد تمسكهم ب «سلطة القانون كمرجعية وحيدة في العراق بعد الانسحاب الأميركي». وكان الصدر هدد في 9 نيسان (أبريل) الماضي برفع التجميد عن «جيش المهدي» في حال عدم خروج «المحتل»، ودعا أنصاره إلى «اعتصام مفتوح ومقاومة عسكرية سنية -شيعية». وأثارت دعوة الصدر مخاوف من عودة الاقتتال الطائفي الذي تؤكد القوات الأميركية أن «جيش المهدي» كان ضالعاً فيه. وقال النائب عن كتلة الصدر حاكم الزاملي في تصريح الى «الحياة» أن «لا ضغوط حكومية أو رسمية على التيار للتراجع عن قرار رفع تجميد جيش المهدي في حال بقاء القوات الأميركية. لكن لمسنا تخوف بعض الأطراف». وأضاف إن «التيار الصدري اليوم هو جزء من الحكومة والعملية السياسية ولا يمكن أن يخالف القانون ولا نرى سبباً لهذه المخاوف فسلاح جيش المهدي لم يكن موجهاً يوماً من الأيام ضد الشعب بل لمقاومة الاحتلال الأميركي حصراً وبكل أشكاله». ورأى الزاملي أن جهات «مختلفة ترى ضرورة بقاء القوات الأميركية لأنها مرتبطة بمصالح معها، وهناك محاولات لشرعنة بقائها تحت عناوين جديدة ومختلفة وهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلاً». وتابع: «بصفتي عضواً في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أعلم أن القوات العراقية أصبحت جاهزة لتولي زمام المسؤولية الأمنية بل هي تقوم بذلك بالفعل منذ فترة ليست قصيرة، إضافة الى ذلك هناك اتفاق بانسحاب قوات الاحتلال وعليه فان مقاومته (إذا لم ينسحب) لن تكون خارجة عن القانون». وأشار الى أن «بقاء القوات الأجنبية بعد عام 2011 يعني أن المفاوضات والاتفاقات لم تنفع». وأكد التيار الصدري أمس أن سلطة القانون ستكون مرجعية التيار في حال انسحاب القوات الأميركية «والاستعراض العسكري الذي ينوي القيام به نهاية الشهر الجاري، يهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن المقاومة ستكون شاملة إذا لم تنسحب القوات الأميركية». وقال الناطق باسم زعيم التيار عبد الهادي الدراجي، خلال مؤتمر صحافي إن «السلطة بعد الانسحاب الأميركي من العراق للقانون فقط. ومهمة المقاومة ستنتهي بعد الانسحاب». وأكد صلاح العبيدي، أن «الاستعراض الذي ينوي التيار تنظيمه في 23 الشهر الجاري لا يقتصر على جيش المهدي فقط. ويراد منه توجيه رسائل عدة، منها الرسالة ومفادها إذا لم يتم الانسحاب فالمقاومة ستكون شاملة وبكل أشكالها، فضلاً عن إثبات وجود القاعدة العريضة للتيار الصدري». وكان الصدر وجه دعوة إلى أنصاره في بيان كتبه بخط يده في النجف، لتنظيم «استعراض إسلامي ديني مدني سلمي في ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء في 20 جمادى الآخرة، الموافق 23 أيار(مايو) الجاري».