المخرج والمنتج السينمائي الإماراتي هاني الشيباني يلامس فضاء العشق المسكون فيه، ينتقل إلى واقع يراه جميلاً ممتعاً، يحث الخطى للتألق في عالم السينما، لإرساء تجربة محلية جديدة على أرض الإمارات العربية المتحدة، مع مجموعة من الشباب المتحمس، فلقد عشق وأحب السينما منذ مطلع الشباب، وهو على علاقة حميمية بهذا الفن الجميل الذي كان يعرض فيه تجاربه الطفولية على الأصدقاء والأهل والجيران، وظل متعلقاً به، معتبراً أن الجيل الجديد من الشباب تقع عليه مهمة بناء سينما في الإمارات، والشيباني يحرص على الإجادة والتميز والإبداع، درس في مصر، وبدأ إخراج أفلام قصيرة حازت على جوائز في المهرجانات، والشيباني الذي يعد الجمهور بعرض أول فيلم روائي طويل له هذا العام من مواليد دبي عام 1974 ويعمل كمخرج تلفزيوني في قسم شرطة دبي جمعنا معه اللقاء التالي : '٭' ما مصدر التفاؤل لديك بمستقبل السينما في دولة الإمارات؟ لما بدأت منتصف التسعينات لم يكن هناك أي شيء يتعلق بالسينما في الإمارات ومنطقة الخليج باستثناء فيلم (عابر سبيل) إخراج علي العبدول، وفيلم كويتي قديم في الستينات، وتجارب قليلة، ومع الوقت صار هناك اهتمام بالسينما، حيث تنفتح أمامنا أماكن لدور العرض، وتجري مسابقات، وأفلامنا ذهبت إلى مهرجانات مهمة، ونالت جوائز، إضافة إلى افتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي، كذلك بدأنا نسمع عن اتجاه حكومي، ومن القطاع الخاص نحو السينما، كما أن توفر التقنيات الجديدة يساعد على إنتاج أفلام سينمائية بتكاليف قليلة، كل هذا يشعرني بالتفاؤل، ولم يعد إنتاج أعمال سينمائية حلماً بعيد المنال، في ظل بوادر مشجعة لتحقيق هذا الحلم. ٭'' كيف استطعتم الانطلاق من الفراغ والدخول في صناعة السينما؟ هناك أدوات ومهارات ملموسة يتعلمها المرء، لم يكن هناك تاريخ سابق نتكىء عليه، لذا لا بد من أن نبدأ الطريق بأنفسنا، كل من بدأوا قبلنا لم يستمروا. بدأنا نتعلم من تجاربنا، ونستشف ما يمكن أن يقال، نتعرف على بعضنا حتى نوحد قدراتنا، ذلك أن السينما عمل جمالي، ونحن بحاجة إلى بعضنا البعض. '٭' متى كان أول ظهور لكم؟ ذهبنا إلى مهرجان الشاشة المستقلة، وشعرنا بالكم الهائل بيننا وبين الآخرين، وهو ما دفعنا للتحدي والمنافسة. ٭'' هل يوجد في الإمارات فنانون قادرون على التمثيل في السينما؟ ممثلو السينما في أي بلد هم أنفسهم ممثلو التلفزيون والمسرح، وعندما يكون هناك إنتاج سينمائي سوف يتجه العديد منهم للتمثيل في السينما. ٭'' لكنهم ليسوا في مستوى النجوم الكبار، حيث يجذب النجم المشاهد لحضور الفيلم؟ التركيز على قصة الفيلم وعرضه هو المهم، ثم إ.ننا في مرحلة تكوين نجومنا في السينما، ومع الوقت سوف تتحقق مثل هذه الأمور. ٭'' متى ستنجز الفيلم الطويل؟ أنجزت فيلماً طويلاً بعنوان (حلم) وسوف أبدأ العروض التجارية في الصالات، وهذا الفيلم فكرته تمازج بسيط بين الواقع والخيال عن مخرج مؤلف، مدته 80 دقيقة وهو من إخراجي وإنتاجي، والكتابة مشتركة بيني وبين يوسف إبراهيم، يشارك في تمثيل الفيلم مجموعة من الممثلين الشباب وهم فاطمة بلوشي، علي الجابري، نواف الجناحي، عبدالله حسن، يوسف إبراهيم، وهناك بعض ضيوف الشرف وهم مريم سلطان، بلال عبدالله، حمد سلطان. ٭'' هناك عدة اتجاهات سينمائية، فبأيهما تأثرت؟ تأثرت بموجة الواقعية الجديدة للمخرجين المصريين أمثال محمد خان، عاطف الطيب، خيري بشارة، حيث شاهدت أفلامهم وكان لهم دور كبير في رسم طريقي في السينما، والتي من المفروض أن تلتقط الواقع وتظهره بشكل مناسب. ٭'' ماذا عن مجموعات سينمائية في الإمارات، ما شكل العلاقة بين هذه المجموعات وتطلعاتها؟ أنا أنتمي لإحدى هذه المجموعات، وهم عدد من الشباب الدارسين، ولديهم نفس الاهتمامات والتوجه نحو السينما، والتي هي لعبة جماعية، ونحن محتاجون لتضافر الجهود، وهذه المجموعات السينمائية، تتنافس، وتنتج، وتتعاون مع بعضها في إنتاجاتها وليست منغلقة على ذاتها، بدأت تشتغل بالأفلام القصيرة، ومؤخراً هناك خطط للأفلام الطويلة، وهناك مجموعات أشهرت رسمياً كشركة إنتاج مثل (مجموعة الرؤية السينمائية) في أبوظبي، وسوف تتبعها مجموعات أخرى هذا العام، وهناك إنتاج روائي طويل سيظهر للناس قريباً. ٭'' كيف يمكن التواصل مع الناس من خلال السينما؟ السينما في الإمارات طقس عائلي، إذا استطعنا التواصل مع الناس نحقق مردوداً جيداً، لذا لا بد من توسيع قاعدة السينما، باستخدام لغة قريبة من الناس لترفيههم، أو تثقيفهم، بدون السقوط في الإسفاف ذلك أن السينما هي بالدرجة الأولى إمتاع، وبالدرجة الثانية من أجل الذاكرة والتاريخ، والحديث عن الهموم والمشاكل الاجتماعية. ٭'' ما الجوائز التي حصلت عليها؟ حصلت على العديد من الجوائز من مهرجانات في أبوظبي، ومهرجان الشرق الأوسط في بيروت، وكذلك إشادة من مهرجان قرطاج، عن فيلم (الجوهرة) وهو فيلم قصير مدته 29 دقيقة وقد ترجم للغة الإنجليزية.