واصلت أسعار النفط الأميركي تحقيق مكاسب محدودة أمس، في ظل التزام «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) القوي باتفاق خفض الإنتاج ما بدد أثر أنباء تجاوز الإنتاج الأميركي عشرة ملايين برميل يومياً للمرة الأولى في نحو نصف قرن. وارتفع الخام الأميركي في العقود الآجلة تسليم آذار (مارس) 0.2 في المئة إلى 64.87 دولار للبرميل، بعدما أغلق في الجلسة السابقة مرتفعاً 0.4 في المئة. وزاد خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم نيسان (أبريل) 0.2 في المئة إلى 69.04 دولار للبرميل بعدما ارتفع ثلاثة سنتات عند التسوية في الجلسة السابقة. وكانت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أكدت أول من أمس أن إنتاج النفط الخام تجاوز عشرة ملايين برميل يومياً في تشرين الثاني (نوفمبر) للمرة الأولى منذ 1970، ليقترب من أعلى مستوياته على الإطلاق. وأظهر مسح لوكالة «رويترز» أن إنتاج «أوبك» من النفط زاد أيضاً في كانون الثاني (يناير) من أدنى مستوى في ثمانية أشهر، مع ارتفاع إنتاج نيجيريا والسعودية الذي طغى على استمرار انخفاض إنتاج فنزويلا والالتزام القوي باتفاق خفض الإمدادات. لكن التزام المنتجين المشاركين في الاتفاق بقيود الإمدادات ارتفع إلى 138 في المئة من 137 في المئة في كانون الأول، ما يشير إلى أن الالتزام لا يضعف حتى مع ارتفاع أسعار النفط لأعلى مستوياتها منذ 2014.وفي سياق مرتبط، أكد رئيس اللجنة الفنية لتطوير حقل «مجنون» النفطي العملاق في العراق أحمد عبد الرزاق، أن العراق يخطط لزيادة إنتاج الحقل إلى 450 ألف برميل يومياً في ثلاث سنوات، من 240 ألف برميل يومياً. وقال إن «شركة نفط البصرة» المملوكة للدولة تدرس عروضاً من ثلاث شركات للخدمات النفطية لبناء «محطة سطحية جديدة» لتعزيز الإنتاج من الحقل الواقع في جنوبالعراق. وتتسلم «نفط البصرة» مسؤولية تشغيل حقل «مجنون» من «رويال داتش شل» التي أعلنت نيتها التخارج من الحقل، الذي بدأ الإنتاج في 2014، بحلول نهاية حزيران (يونيو). وتعالج «شركة غاز البصرة» الغاز المنتج المصاحب للنفط الخام من الحقول الواقعة في جنوب البلد، وهي مشروع مشترك بين «شل» و»شركة غاز الجنوب» المملوكة للعراق، و»ميتسوبيشي» ومشروع «نبراس» للبتروكيماويات. وفي السياق، أكد مسؤولان تنفيذيان عراقيان في قطاع النفط، أن صادرات الخام العراقية من الموانئ الجنوبية على الخليج بلغت 3.490 مليون برميل يومياً في كانون الثاني. ويقترب متوسط الإنتاج في كانون الثاني من المستوى القياسي البالغ 3.535 مليون برميل يومياً المسجل في كانون الأول. في سياق منفصل، أفادت مصادر نفطية أن إنتاج الإمارات العربية المتحدة من الخام انخفض إلى 2.850 مليون برميل يومياً في كانون الثاني. وتشير البيانات الرسمية المقدمة ل»أوبك» إلى أن الإمارات ضخت 2.862 مليون برميل يومياً في كانون الأول، بينما قدرت مصادر ثانوية الإنتاج عند 2.878 مليون برميل يومياً. وبموجب الاتفاق العالمي على خفض الإمدادات، يبلغ المستوى المستهدف للإنتاج الإماراتي 2.874 مليون برميل يومياً. وخفضت «شركة بترول أبوظبي الوطنية» (أدنوك) المملوكة للدولة إمداداتها النفطية إلى زبائن في كانون الثاني بتقليص إمدادات خام «مربان» 15 في المئة و»داس» خمسة في المئة و»زاكوم العلوي» 15 في المئة. وأبلغت الشركة المشترين في آسيا بأنها ستقلص إمدادات خام مربان 25 في المئة في آذار (مارس)، وفقاً لما أكدته ثلاثة مصادر تجارية. ولفت متعاملون إلى أن متوسط السعر المعروض لخام دبي على منصة وكالة «بلاتس» للتسعير بلغ 66.189 دولار للبرميل في كانون الثاني، وهو الأعلى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2014. ويستخدم منتجو الخام في الشرق الأوسط تلك الأسعار لتحديد أسعار البيع الرسمية لخاماتهم كل شهر. في سياق منفصل، ارتفعت أرباح شركة «رويال داتش شل» إلى أكثر من المثلين في الربع الأخير من العام الماضي، لتبلغ 4.3 بليون دولار، ما يزيد قليلاً على التوقعات، بدعم من ارتفاع أسعار وإنتاج النفط والغاز. وارتفع صافي الربح العائد للمساهمين، بناء على التكلفة الحالية للإمدادات ومع استثناء بنود محددة، 140 في المئة من 1.795 بليون دولار. وبلغ متوسط توقعات المحللين الذي قدمته الشركة 4.24 بليون دولار. وأفادت الشركة البريطانية- الهولندية بأنها تحملت تكاليف بقيمة بليوني دولار بسبب نظام الضرائب الأميركي الجديد. وعلى أساس سنوي، ارتفعت أرباح «شل» إلى أكثر من المثلين لتبلغ 15.76 بليون دولار من 7.185 بليون.