ارتفعت أسواق النفط أمس، وظل سعر خام «برنت» القياسي فوق 60 دولاراً البرميل بسبب توقعات تمديد الاتفاق الذي قادته «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) لخفض الإنتاج والمقرر انتهاؤه في آذار (مارس) المقبل، لكن زيادة صادرات العراق كبحت الأسعار. وبلغ سعر خام القياس العالمي مزيج «برنت» في العقود الآجلة 60.55 دولاراً البرميل، بزيادة عشر سنتات أو 0.15 في المئة عن سعر الإغلاق السابق. وما زال هذا السعر قريباً من أعلى مستوياته منذ تموز (يوليو) 2015 ومرتفعاً أكثر من 36 في المئة منذ وصوله إلى أدنى مستوياته في 2017 خلال حزيران (يونيو) الماضي. وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس 11 سنتاً أو 0.2 في المئة إلى 54.01 دولار البرميل. وجاء في بيان ل «بنك إيه إن زد»: «مع الالتزام القوي بخفوضات إنتاج أوبك التي تدعم الأسعار بالفعل، جاءت تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، التي لمحت لضرورة تمديد اتفاق خفض الإنتاج لتعزز المكاسب». إلى ذلك، قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، إن هناك حاجة لتمديد اتفاق خفض إنتاج النفط العالمي. وعبّر الوزير للصحافيين عندما سُئل إن كان قرار تمديد الخفوضات سيتخذ في تشرين الثاني (نوفمبر) عندما تعقد «أوبك» اجتماعها التالي في كانون الثاني (يناير) 2018، عن أمله في «أن نتفق على ما هو أفضل للسوق». ولفت إلى أن بلده سيواصل خفض إنتاج النفط تلبية لتعهده في اتفاق خفض الإنتاج العالمي. وكتب المزروعي على حسابه بموقع «تويتر»: «التزاماً من دولة الإمارات بتنفيذ اتفاق أوبك، أعلمت شركة أدنوك زبائنها بنسبة خفض التصدير لشهر كانون الأول (ديسمبر)... يأتي هذا الإعلان ليعكس التزام دولة الإمارات للمنظمة والسوق بتنفيذ نسبة الخفض المتفق عليها للدولة بواقع 139 ألف برميل من النفط يومياً». وكانت «شركة بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) المملوكة للحكومة أكدت الأسبوع الماضي، أنها خفضت إمدادات النفط إلى زبائنها لكانون الأول عبر خفض خام «مربان» بنسبة 15 في المئة، وخام «داس» بنسبة عشرة في المئة، وخام «زاكوم العلوي» بنسبة خمسة في المئة. وبلغ مستوى التزام «أوبك» والمنتجين الآخرين بالخفوضات أكثر من مئة في المئة في الشهرين الماضيين، وهو مستوى نادر لالتزام المنظمة بالقيود المفروضة على المعروض. وفي السياق، قال المدير العام ل»شركة نفط البصرة» إحسان عبد الجبار لوكالة «رويترز»، إن «العراق زاد الصادرات من حقوله الجنوبية إلى 3.45 مليون برميل يومياً لتعويض نقص الإمدادات من حقول كركوك في الشمال». وتراجع إنتاج كركوك في وقت سابق من الشهر الحالي عندما استردت القوات العراقية حقول النفط من المقاتلين الأكراد الذين سيطروا عليها منذ 2014. وأضاف عبد الجبار على هامش مؤتمر البنية التحتية لنفط وغاز البصرة في بيروت، أن «الصادرات من البصرة كانت 3.23 مليون برميل يومياً في المتوسط قبل ذلك»، مشيراً إلى أن «الشركة تستهدف الوصول بالطاقة إلى 6 ملايين برميل يومياً في 2020». إلى ذلك، أبلغ مصدر ملاحي كردي وكالة «رويترز»، أن «تدفقات النفط الخام عبر خط أنابيب كردستان العراق إلى تركيا استؤنفت بعد توقف لأسباب فنية استمرت ساعات». وأضاف أن التدفقات تراجعت إلى ما بين 200 ألف و220 ألف برميل يومياً مقارنة بالحجم المعتاد البالغ 600 ألف برميل يومياً. وأوضح أن الشحنة التالية المقرر تحميلها من ميناء جيهان على البحر المتوسط ستكون من برنامج تحميلات تشرين الثاني (نوفمبر). في سياق منفصل، أكدت «أرامكو السعودية» أنها أبقت على سعر عقد البروبان لشهر تشرين الثاني (نوفمبر) من دون تغيير عند 575 دولاراً الطن. ويُستخدم السعر كمعيار قياسي لتسعير مبيعات الشرق الأوسط من غاز البترول المسال المتجهة إلى آسيا. وأبقت شركة النفط الوطنية السعودية على سعر البوتان من دون تغيير أيضاً عند 580 دولاراً الطن في شحنات تشرين الثاني. إلى ذلك، أكدت مصادر في قطاع تجارة النفط أن «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) تخطط لطرح مزاد في بورصة دبي للطاقة لبيع أربعة ملايين برميل من خام البصرة الخفيف للتحميل يومي 26 و27 تشرين الثاني. ولفتت إلى أن وجهة الشحنات ستكون أوروبا فقط، وأن أقل عرض تحدد عند سنت واحد فوق سعر البيع الرسمي للخام. وقد تكون تلك الكمية من الخام مفيدة لأوروبا، إذ ستنخفض حمولات خام «الأورال» الروسي من موانئ بحر البلطيق في تشرين الثاني بنسبة 17 في المئة مقارنة بالشهر السابق. لكن قد يظل من الصعب الحصول على عروض عالية المستوى، إذ جرى بيع خام البصرة الخفيف في آسيا بخفوضات كبيرة وفقاً لما تؤكده مصادر في القطاع.