برأت وزارة التربية والتعليم المدارس المستأجرة وزيادة عدد الطلاب في الفصول من تهمة تسببهما في الضعف التربوي، إلى جانب ثمانية جوانب أخرى قالت إن البعض يزعم بأنها مؤدية إلى التواضع الحاصل في الجانب التربوي في السعودية.وعدد مساعد المدير العام للإشراف التربوي بالوزارة سالم الغامدي في ورقة عمل في لقاء الإدارة المدرسية الفصلي ال16 لمديري مدارس منطقة الباحة بعنوان «قيادة تربوية فاعلة لمدرسة متميزة» الذي نظمته مدارس مكتب التربية والتعليم في وسط الباحة (الثلثاء) الماضي، 10 نقاط سماها «خرافات» يرددها من لا يدرك أبعادها الحقيقية، وهي عند الناس (بحسب وصفه) «حقائق»، منبهاً العاملين في مجال الإدارة المدرسية إلى عدم الركون إليها. ولخص الغامدي «الخرافات ال10» في أن توافر التقنيات الحديثة شرط لتميز المدرسة، وكثرة عدد الطلاب في الفصل يعيق مستوى التحصيل، وأن المباني المستأجرة لا تتيح للمدرسة النجاح. وتابع: «إن هناك خرافة «الخبرة» التي يعتقد أنها لا تكون إلا بعدد سنوات الخدمة، وأن التنظير يفسد البرامج التربوية في المدارس، وكذلك الأداء المتميز يتطلب جهداً إضافياً». ورفض الغامدي أن تكون متابعة المدير للمعلمين سر النجاح، وأن ضعف مهارات المعلمين سببه ضعف برامج التدريب في الإدارة، مشيراً إلى أن نجاح المدرسة لا يجب أن يستند على ما تقدمه لها إدارة التربية والتعليم، كما يرى أن الصلاحيات للإدارة المدرسية ليست سبباً رئيساً في نجاح أو فشل العملية التربوية لديها. وأضاف مساعد المدير العام للإشراف التربوي بالوزارة أن هذه «النقاط ال10» ليست سبب ضعف الأداء التربوي، معدداً أمثلة ومستشهداً ببعض الدراسات التي تؤيد ما ذهب إليه، إضافة إلى تركيز الورقة التي قدمها على القيادة الفاعلة في عصر المعرفة، وحاولت الورقة فتح صفحة جديدة للفكر التربوي في مجال الإدارة المدرسية من خلال رؤية مختلفة. وفي الجزء الثاني من الورشة، لخصت الورقة الثانية التي قدمها عضو هيئة التدريس في جامعة الباحة الدكتور نايل الرشايدة بعنوان «معايير المدرسة المتميزة»، منطلقات الأداء التربوي المتميز للقيادة التربوية. وأبان الرشايدة أن العمل المدرسي مليء بالعقبات وقد يكون مملاً ومرهقاً أحياناً، وألحق العمل التربوي بنظرية «شخص يبني و20 يهدمون»، وأن اليأس والإحباط يتسلل إلى مدير المدرسة كثيراً، مفيداً أن أصعب شيئين في الحياة هما «إدارة الناس» و«صناعة الإنسان» واعترف: «إن نظريات التربية تخذلنا أحياناً». وذكر أن الحل للمشكلات التربوية يبدأ من الاعتراف بوجودها، والأخذ بمبدأ «التغيير المرحلي والمتدرج»، وقال: «إن أساسيات تحقيق التميز تكمن في أربعة عناصر هي الإيمان بالقدرة على التغيير وتحقيق التميز والرؤية الواضحة للمدرسة عند مديرها والعاملين فيها، والاستغراق في العمل بأن يكون محور التفكير والاهتمام والمقصد بالعطاء». وفي نهاية ورقته شدد الرشايدة على أن التميز لابد أن يرافقه التحلي بالصبر بغية الوصول إلى النتائج المنشودة، متطرقاً إلى معايير التميز وملخصاً لها في التخطيط الإستراتيجي، وإدارة الموارد، وإدارة العمليات، وتبسيط الإجراءات، والعمل بمبدأ المساءلة والشفافية، إضافة إلى المبادرات الإبداعية، والنتائج ومؤشرات الأداء. واختتم اللقاء بعرض مرئي تضمن عرضاً لبعض التجارب الميدانية في مدارس وسط الباحة، وتقريراً عن برنامج تبادل الزيارات بين مديري المدارس على مستوى المحافظات الذي نفذته الإدارة المدرسية بتعليم الباحة خلال العام الحالي.