نقل مساعد وزير الدفاع والطيران للشؤون العسكرية الأمير خالد بن سلطان رسالتين من القائد الأعلى للقوات العسكرية كافة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أفراد الجيش السعودي أمس خلال زيارته وحدة الإمام تركي في تبوك، نقل في الأولى تحياتهما وتقديرهما وسلامهما الخاص لكل رجل منهم، وفي الثانية شكرهما العميق على ما قدموه من بطولات رجولية حقّة. وفي مايأتي نص الكلمة التي ألقاها: «بسم الله الرحمن الرحيم... والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين. إخواني وزملائي منسوبي مجموعة لواء الإمام تركي الرابع عشر، أحييكم بتحية الإسلام الخالدة... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم تحية طيبة مباركة وأنتم تعودون إلى مقركم في المنطقة الشمالية الغربية... أحيي كل رجل منكم على صدق انتمائكم لوطنكم، وعلى تضحياتكم الرائعة، وعلى ما قدمتم من أعمال بطولية مشرفة، سجلها لكم الوطن بمداد من الذهب، وحفظها لكم قادة هذه البلاد الغالية، وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية. وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، اللذان حمّلاني رسالتين لكم جميعاً. الرسالة الأولى تحياتهما وتقديرهما وسلامهما الخاص لكل رجل منكم. والرسالة الثانية شكرهما العميق على ما قدمتم من بطولات رجولية حقّة ساهمت وبكل اقتدار في دحر المعتدين على حدودنا الجنوبية، مع صادق دعواتهما لكم جميعاً بأن يحفظكم الله بحفظه ويكلأكم بعين رعايته، سائلين الله أن يرحم شهداءكم وأن ينزلهم منازل الشهداء والصالحين. أيها الإخوة والزملاء: في العام الماضي وبداية هذا العام كنت أتفقدكم على حدودنا الجنوبية، وكان يخالجني شعور عميق بعد كل زيارة بأن وطناً فيه رجال حريصون على أمن بلادهم أمثالكم لن تعكّر صفوه الأحداث الطارئة بل تزيده صلابة، لما رأيته فيكم من شجاعة وإقدام، ولما لمسته من كل رجل منكم من ثقة عالية بالله جلَّ وعلا، وثقة بالنفس سمعت عنها الكثير من قادتكم، وهذا وبلا أدنى شك ينم عن طيب المعدن، وصدق التوجّه، وقوة الانتماء، والحب الكبير الذي يسكن في قلوبكم لمملكتنا الغالية ولمليكها المفدى ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني ولكل فرد من أفراد الشعب السعودي. أيها الإخوة والزملاء: إن الجيوش مدارس، ومن لديه عقل فلا بد أن يستفيد، ومجموعة لواء الإمام تركي الرابع عشر إحدى المنظومات العسكرية المتقدمة في القوات البرية، يتمتع منسوبوه بروح قتالية عالية ولياقة بدنية رائعة، وإنتاجية متميزة، عرفت عنكم الكثير وسمعت عن أدائكم ونشاطكم، ومنافساتكم الشريفة في ما بينكم، اطلعت من خلال التقارير على التنظيم الدقيق، والانضباط العسكري الملفت، واجتماعكم على شعاركم العظيم (الله ثم المليك والوطن). والآن أنتم في وقت السلم، وبين أهليكم وأبنائكم تمارسون أنشطتكم داخل مقر عملكم. أدعوكم من هنا للتعرّف على تاريخ وطنكم المجيد أكثر، وأن تتعرفوا على وزن بلادكم على المستوى الدولي أكبر، وعلى مدى ما يتمتع به قادتها من حكمة بالغة كسبت احترام جميع قادة دول العالم، تعرّفوا على القيمة الروحية والدينية والاقتصادية لأغلى وطن، ومدى تأثيرها وارتباطها بشعوب الأرض قاطبة، وأنا على ثقة بعد توفيق الله من أن اطلاعكم على كل هذا يجعلكم معتزين بوطنكم وقيادتكم، ركزوا على التدريب، خذوا موضوع التدريب بجدية، تفاعلوا مع سلاحكم والمعدات التي بين أيديكم، تعرّفوا عليها عن قرب لتعرفكم وقت الشدة، كونوا جنداً مدربين مهيَّئين لخدمة القضايا العادلة، وأهمها الحفاظ على تراب الوطن وحماية أمنه واستقراره، وتأكدوا أيها الزملاء الأعزاء بأن لكم قادة وأولياء أمر يسعون على راحتكم، ويتفقدون أحوالكم، ويحرصون على تذليل كل العقبات التي تواجهكم على المستوى العملي أو الحياتي. وتذكروا دائماً كلمات خادم الحرمين الشريفين السامية حينما قال: (كم أنا فخور بكم، والمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم... أقول ذلك ليشهد التاريخ، وتكتب الأقلام، وتحفظ الذاكرة الوطنية بأنكم بعد الله صمام الأمام لوحدة هذا الوطن، وأنكم صفعتم الباطل بالحق والخيانة بالولاء وصلابة إرادتكم المؤمنة). حقاً إنها كلمات تنطبق على كل رجل منكم. وتذكروا كلمات سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد وهو دوماً يخاطب إخوانه وزملاءه (ما أنا إلا خادم لكم وأعمل طول وقتي لأحقق لكم كل ما تصبون إليه). وتأكدوا أيها الزملاء أن كل رجل منكم يساوي أمة، فالله الله في الحفاظ على أنفسكم، لتحافظوا على وطنكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».