اتفق عدد من الباحثين المصريين بالتعاون مع آخرين عرب متخصصين في جيولوجيا القشرة الأرضية على التخييم في الصحراء الغربية في مصر لكشف الأحافير. وأسفرت المغامرة بعد ليالٍ طوال عن نجاح فريق بحثي مصري من مركز الحفريات الفقارية في جامعة المنصورة شمال مصر، عن اكتشاف أول ديناصور في مصر وأفريقيا يعود إلى العصر الطباشيري في منطقة الواحات الداخلية في الصحراء الغربية المصرية، أطلق عليه اسم «منصوراصورس»، ويبلغ طوله عشرة أمتار ووزنه خمسة أطنان ويقدر عمره بنحو 75 مليون عام. وعُد «منصوراصورس» الديناصور السادس الذي يتم اكتشافه في مصر، إذ تمكنت الفرق البحثية من اكتشاف خمسة ديناصورات من قبل، ولكنه يُعد الأول من نوعه في توثيق حقبة زمنية غلفها الغموض لملايين السنين عُرفت بالعصر الطباشيري، وهو العصر الكريتاسي والذي بدأ منذ 135 مليوناً حتى 65 مليون سنة سابقة. وشهدت الديناصورات في القارة السمراء انقراضاً بعدما عاشت نحو 200 مليون سنة في العصر الطباشيري، وتعددت أنواع الثدييات من الديناصورات في هذه الحقبة، إذ ظهرت الديناصورات ذات الريش، والديناصور اليرانصور المتعطش للدماء والذي كانت له ذراعان قصيرتان وقويتان ليسير بهما فوق اليابسة، وله أسنان لامعة وذيله لحمي طويل وغليظ ومخالبه قوية وكان يصدر فحيحاً. وأثرت التغييرات الجيولوجية التي شهدتها القشرة الأرضية في حياة الديناصورات والكائنات الحية على اليابسة ما ساهم بشدة في تهديد قدرتها على البقاء وعجّل في انقراضها. ويحمل الديناصور المصري المكتشف «منصوراصورس» الرقم العلمي MUVP-200 ويعُد توثيقاً لحقبة في أفريقيا تسببت بغموضها في معاناة العديد من الفرق البحثية الدولية والمصرية في كشف ما كانت تحويه من الكائنات الحية والطبيعية الجيولوجية للقشرة الأرضية آنذاك. وتعود أهمية الكشف الجيولوجي الحديث في تأكيد اتصال قارّتي إفريقيا وأوروبا قبل أن تنقسما، إذ تم توثيق الحفريات الخاصة بالديناصورات في قارات أوروبا وأميركا الجنوبية والشمالية وآسيا وجزيرة مدغشقر، عدا القارة الأفريقية، وفق بيان لمركز الحفريات الفقارية في جامعة المنصورة. عمل الفريق البحثي على اكتشاف بقايا الديناصورات في الصحراء الغربية في مصر منذ عام 2008، وكان العثور على الديناصور ثمرة رحلة طويلة وشاقة من البحث والتنقيب بين طبقات من الصخور تحتفظ ببقايا تلك الكائنات.