خسرت الثقافة الشعبية اللبنانية أحد أكبر شعراء الزجل جوزف الهاشم المعروف ب «زغلول الدامور» بعد صراع مع المرض، عن 93 سنة. ومن أشهر قصائده «اعذريني يا حروف الأبجدية» التي ارتجلها في افتتاح مباراة دير القلعة - بيت مري في تموز (يوليو) 1971 والتي أصرّ على المشاركة فيها على رغم مرور أقل من خمس ساعات على وفاة أخيه. ولد زغلول الدامور عام 1925 وتلقى علومه في مدرسة جديدة المتن الكبرى التي كان يديرها الخوري الشاعر يوسف عون وكان من التلاميذ المجلين. وفي سن التاسعة، بدأ كتابة الشعر الشعبي وترداده حتى أصبح معلموه ورفاقه يقولون فيه: «هيدا الصبي ابن الداموري مزغلل وعم يكتب شعر»، ومن يومها عرف بلقب «زغلول الدامور». ألف جوقته الزجلية الأولى عام 1944 وترأسها، فغنى في القرى والمدن اللبنانية، وقام بأكثر من 120 رحلة إلى بلاد الاغتراب، ففاقت شهرته جميع شعراء الزجل. ترأس جوقة باسمه عرفت ب «جوقة زغلول الدامور» وكان من أبرز المنافسين للشاعر الزجلي موسى زغيب. وفي العام 1972 وصل إلى النهائيات في مباراة متواصلة لأفضل الزجالين في لبنان، وجرت الحفلة الأخيرة للمباراة في المدينة الرياضية في بيروت بينه وبين الشاعر الزجلي السيد محمد المصطفى (رحل قبل سنوات عدة)، وقررت لجنة التحكيم آنذاك اعتبارهما أفضل شعراء الزجل في لبنان. دخل عالم الزجل باكراً مع مجموعة من المحيطين به، منهم فيليب مسعود البستاني، أستاذه في مدرسة «جديدة المتن الكبرى». ولقي تشجيعاً من والده وجدته لوالده اللذين شجّعاه منذ نعومة أظافره على كتابة الزجل وكانا يمنعانه من تناول الطعام في بعض الأحيان حتى ينهي كتابة قصيدة. مارس الزغلول طيلة حياته شغفه بالزجل بإخلاص والتزام، وبنى شهرته بتدرّج، وكانت الإذاعة اللبنانية أطلقت مسابقة في الزجل عام 1945 لاختيار عشر قصائد، لم يشارك الزغلول يومها بقصيدة بل تقدّم بعشر قصائد وربح. حتى أنه تميّز بصوت جميل وكانت تغصّ حفلاته بالجمهور الذي كان يتوافد ليستمع إلى زجله.