أدى قصف جوي أميركي، بطريق الخطأ، لتجمع لقوات الشرطة العراقية قرب قاعدة «عين الأسد» في الأنبار حيث تتمركز القوات الأميركية، إلى مقتل 11 شخصاً على الأقل وجرح آخرين، ما أعاد فتح موضوع القواعد العسكرية الأميركية في الأنبار. على خطٍ موازٍ، دعا رجل الدين السني البارز عبد الملك السعدي إلى عدم انتخاب القوى والأحزاب السنية التقليدية التي اتهمها بالفشل. في غضون ذلك، نشر موقع «السومرية نيوز» العراقي أمس مقطع فيديو تناقله ناشطون يُظهر لحظة الاعتداء على ممثل المرجع الديني الأعلى في العراق علي السيستاني داخل الصحن الحسيني في كربلاء. وأظهر المقطع شخصاً وهو يحاول الاعتداء على الشيخ عبد المهدي الكربلائي، إلا أن مواطنين منعوه من ذلك. وأعلن مدير مكتبه السيد مرتضى الحسني أن المحاولة فشلت. وفي الأنبار، قصفت مروحيتان تابعتان لسلاح الجو الأميركي من طراز «أباتشي» أمس، تجمعاً لقوات الشرطة المحلية في حي البغدادي الذي تقع بجواره قاعدة «عين الأسد»، أكبر القواعد العسكرية للقوات الأميركية في العراق.وأسفر القصف عن مقتل عشرة أفراد من قوات الأمن ومسؤولاً محلياً، في ما وصف ب «نار صديقة». ووفق بيانات من القوات العراقية، وقع القصف خلال عملية كانت تنفذها قوات عراقية، بصحبة وحدة عسكرية أميركية، لاعتقال القيادي البارز في تنظيم «داعش» كريم عفات علي السمرمد. وقال الناطق باسم التحالف الدولي ضد «داعش» الكولونيل رايان ديلون تعليقاً على الحادث، إن «قوات التحالف لا تقوم بعمليات أحادية الجانب في العراق»، بل «بطلب من الحكومة العراقية». وأفادت «خلية الإعلام الحربي» العراقية بأن معلومات كانت توافرت عن وجود السمرمد «في أحد البيوت ناحية البغدادي، ما استدعى تحركاً عسكرياً برفقة طيران التحالف الدولي... وفي طريق العودة، لوحظ تجمع مسلحين من دون التنسيق مع القوة المكلّفة بالمهمة، فاستهدفتهم الطائرات المساندة للقوة». وأثار الحادث ردود فعل فورية، إذ دانه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، واصفاً القوات الأميركية التي نفذت العملية ب «المحتلة»، وطالب بالاقتصاص منها، معتبراً أن العملية تثبت استمرار «الاحتلال الأميركي في طغيانه وعنجهيته». كما طالبت النائب عن كتلة «دولة القانون» فردوس العوادي رئيس الوزراء حيدر العبادي بتوضيح سبب وجود القواعد الأميركية داخل العراق. وإضافة إلى قاعدة «عين الأسد» وقاعدة «الحبانية» في الأنبار، فإن القوات الأميركية نشرت قوات، في إطار الحرب على «داعش»، في قاعدة القيارة جنوب الموصل، وسد الموصل شمالها، وبلد في صلاح الدين، والتاجي شمال بغداد، وكي9 وألتون كوبري في كركوك، إضافة إلى قواعد أخرى في إقليم كردستان، استخدمت كلها كمراكز لإدارة العمليات المشتركة ضد «داعش»، ولتدريب القوات العراقية، وكمقرات لنحو 6 آلاف مقاتل أميركي. إلى ذلك، دعا رجل الدين السني البارز عبد الملك السعدي إلى تعديل نِسب تمثيل العرب السنة في مقاعد البرلمان العراقي، و «التي وضعها المحتل الأميركي»، من 20 في المئة إلى 42 في المئة، معتبراً أنها النسبة الواقعية. وانتقد بشدة الشخصيات السياسية التي شكلت تحالفات سنية، وقال إن «العناصر التي سمعناها من خلال الإعلام هي العناصر السابقة نفسها المشاركة في المجلس والحكومة بعد عام 2003، وجُربت ولا خير مرجواً منها... لأن همها المنصب والحصول على المال». وزاد: «التحالفات التي أُعلنت مبنية على الطائفية لا على أساس الوطنية، ومن يصوّت لها، فإنه عديم التفكير في أمّته». وكانت المدن السنية أفرزت تحالفين رئيسين، أحدهما باسم «القرار العراقي»، ويقوده رجل الأعمال خميس الخنجر ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي. والثاني باسم «الوطنية»، ويضم رئيس البرلمان سليم الجبوري، ونائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك، مع نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، إضافة إلى عشرات الأحزاب الصغيرة التي يضم بعضها رجال أعمال ونواباً سابقين، مثل «حزب الحل» بزعامة جمال الكربولي.