بدأت وزارة الآثار المصرية بترميم الثُريّات الأثرية التسع في مسجد محمد علي في قلعة صلاح الدين الأيوبي، في إطار مشروع الوزارة لإحياء مسجد محمد علي في القاهرة الذي يحظى بشهرة واسعة، ليس فقط بسبب عظمة بُنيانه الذي يتسق إلى حد كبير مع بنيان القلعة، بل لعمارته الفريدة التي جمعت كل فنون العمارة الإسلامية، والتي حوّلت المسجد العتيق إلى أحد أهم مساجد القاهرة الفاطمية وأكثرها شهرة. وأوضح الرئيس العام للإدارة المركزية للترميم غريب سنبل أنه تم الانتهاء من ترميم أول ثريّا في المسجد وكانت حالتها سيئة، إذ كانت تعاني من تهالك الأسلاك والأكسسوارات، مشيراً إلى أن أعمال الصيانة تضمنت ترميم كل أذرعها وأُعيد تجميعها باستخدام أسلاك، كما استُبدلت الأجزاء المتهالكة التي كان يستحيل ترميمها بأُخرى تحمل المواصفات ذاتها، ولفت إلى أنها ستُعاد إلى مكانها كي تُنير المسجد، مشيراً إلى أن من المقرر إنجاز المشروع نهاية العام الحالي. أعمال الترميم في المسجد تسير على قدم وساق، وأُنجز تنظيف 40 سجادة وترميم 3 من أصل 70 سجادة، فضلاً عن إنجاز ترميم سِتارَتين من ستائر ضريح محمد علي ومفرَشين مطرّزين بخيوط معدنية فضية (سيرما). وكانت وزارة الآثار بدأت في أعمال مشروع إحياء مسجد محمد علي في النصف الثاني من العام الماضي، وشمل أعمال صيانة في صحن المسجد والأعمدة الرخامية إضافة إلى الميضأة، وقد أُنجز أكثر من 90 في المئة من الأعمال. ويطلق على مسجد محمد علي «جامع المرمر»، وهي التسمية التي ترجع إلى النوع النادر من الرخام الذي صممه المعماري الفرنسي الشهير باسكال كوست عام 1820 ولُبّس به الجامع بطلب من محمد علي باشا، لكن المشروع لم يُنفذ إلا بعد 10 سنوات على تصميمه الذي وضعه المهندس التركي يوسف بوشناق، على غرار جامع السلطان أحمد في الآستانة مع تغييرات طفيفة. واستغرق تشييد الجامع أكثر من 20 سنة وبني على أنقاض قصر الأبلق والإيوان، وهو القصر الذي بناه الناصر محمد بن قلاوون. وعندما تولى عباس باشا الأول الحكم بعد وفاة محمد علي عام 1848، أمر بإتمام أعمال النقش والتذهيب وبعض أعمال الرخام في الجامع الذي خصص فيه مدفناً لوالي مصر الكبير، كما أمر بتعيين القراء ورصد الخيرات على الجامع. وبعدما تولى محمد سعيد باشا الحكم، قرر أن يكون الجامع الكبير مكاناً رسمياً للاحتفالات الدينية في مصر.