إسلام آباد، بكين – رويترز، أ ف ب – قتل شخص على الأقل وجرح 11 آخرون في هجوم شنته حركة «طالبان باكستان» عبر تفجير سيارة مفخخة ب50 كيلوغراماً من المتفجرات وجرى التحكم بها من بعد لدى مرور موكب تابع للقنصلية الأميركية في بيشاور القبلية (شمال غرب) أمس. واعتبر هذا الاعتداء الاول ضد أميركيين في باكستان منذ ان قتلت وحدة كوماندوس اميركية زعيم تنظيم «القاعدة» المتحالف مع «طالبان» اسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد القريبة من العاصمة إسلام آباد في الثاني من الشهر الجاري. وأعلنت الشرطة اصابة حارسي امن في القنصلية بجروح طفيفة، وتضرر احدى السيارتين المصفحتين اللتين استهدفتا لدى توجههما الى مقر القنصلية بحسب ما أفاد الناطق باسم السفارة الأميركية البرتو رودريغز الذي كشف ان السيارة المتضررة استقلها ديبلوماسيون اميركيون وسائق باكستاني. وروى شهود ان سيارة القنصلية انحرفت عن الطريق واصطدمت بعامود كهرباء بسبب الانفجار الذي أحدث حفرة بعمق نصف متر تقريباً على جانب الطريق وتشققاً في جدار مدرسة قريبة، وحطم نوافذ منزلين آخرين. واشاروا الى ان القتيل مدني مر في مكان الحادث على متن دراجة نارية. وقال حكام خان المسؤول عن قسم المتفجرات في بيشاور إن «متفجرات ليست من نوعية عالية، لذا جاءت الاضرار محدودة». وسارع الناطق باسم «طالبان باكستان» احسان الله احسان الى تبني الاعتداء. وقال: «بدأنا في تنظيم تحركنا وعدونا الاول هو باكستان ثم الولاياتالمتحدة وبعدها باقي دول الحلف الاطلسي (ناتو)». وزاد: «نتواجد في كل مدن باكستان وسننفذ هجمات أخرى مماثلة في المستقبل». وجاء الهجوم بعد اسبوع على تبني الحركة هجوماً انتحارياً مزدوجاً أدى الى مقتل 98 شخصاً خارج مركز للتدريب تابع للشرطة في شمال شرقي البلاد، ما شكّل أول عملية للإنتقام من مقتل بن لادن. في المقابل، قتل ستة متمردين لم تعرف هوياتهم لدى اطلاق طائرة أميركية بلا طيار صاروخين على سيارتهم في منطقة تابي التي تبعد عشرة كيلومترات من ميرانشاه كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الباكستاني أحمد مختار ان بلاده ستتسلم خلال ستة شهور 50 طائرة حربية من طراز «جي اف - 17» تنتجها بكين وإسلام آباد معاً، تنفيذاً لاتفاق ابرم اثناء زيارة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني هذا الاسبوع الى الصين. ووصف مختار الاتفاق بأنه «جيد، خصوصاً ان سعر الطائرة الواحدة يراوح بين 20 و25 مليون دولار «مقارنة ب 80 مليون دولار لطائرة اف 16» الاميركية التي يستخدمها ايضاً سلاح الجو الباكستاني. وجاء ذلك وسط التوترات بين إسلام آباد وواشنطن إثر العملية التي اودت بحياة زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن، علماً ان رئيس الوزراء الباكستاني صرح في بكين بأن «بلاده تفخر بكون الصين افضل اصدقائها»، في حين تتهم واشنطن إسلام آباد بعدم بذل جهود كافية لمكافحة التطرف. وطلب السيناتور الأميركي جون كيري من باكستان إحراز تقدم في مكافحة الارهاب «عبر الافعال وليس الاقوال». أما بكين التي تجنبت التساؤل في شأن مساعدات قد يكون استفاد منها زعيم تنظيم «القاعدة»، فأكدت دعمها القوي لباكستان التي تقف «في الخط الامامي في جهود مكافحة الارهاب». والصين أهم مزود اسلحة لباكستان التي تعتبرها قوة مهمة لمواجهة الهند التي عملت في السنوات الاخيرة على توثيق علاقاتها مع الولاياتالمتحدة.