بيشاور - أ ف ب - دمر انتحاري يقود شاحنة صغيرة مفخخة مركزاً للشرطة بالكامل ما أدى إلى مقتل سبعة شرطيين وجندي في بيشاور امس، في الاعتداء الرابع الذي تتبناه حركة «طالبان» ثأراً لمقتل أسامة بن لادن. وأدى الانفجار إلى تدمير المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق بالكامل في حين أن الحصيلة المتدنية نسبياً للقتلى ناجمة عن وقوعه في ساعات الصباح الأولى حيث يتواجد في المركز الشرطيون الذين يعملون خلال الدوام الليلي. وكانت حركة «طالبان باكستان» توعدت في يوم مقتل أسامة بن لادن قبل ثلاثة أسابيع في عملية كومندوس أميركية بتكثيف هجماتها التي أوقعت حوالى 4400 قتيل في اقل من اربع سنوات في هذه الدولة المتحالفة مع واشنطن في «الحرب على الإرهاب». وتوعدت خصوصاً بمهاجمة قوات الأمن، متهمة إسلام آباد وجيشها بالتواطئ في العملية التي أدت إلى مقتل بن لادن في 2 أيار (مايو) في شمال البلاد. وقال الضابط في الشرطة محمد ايجاز في بيشاور إن «انتحارياً اقتحم بسيارته المفخخة مركز الشرطة الجنائية في الحي العسكري» في بيشاور مؤكداً أن المبنى المؤلف من ثلاث طبقات دمر كلياً. وأعلنت شرطة بيشاور كبرى مدن إقليم خيبر- باختونخوا، الواقع قرب المناطق القبلية التي تعتبر معقل حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة» أن جثتي شرطيين انتشلتا من تحت الأنقاض بعد الظهر ما يرفع الحصيلة إلى ثمانية قتلى هم سبعة شرطيين وجندي. وأصيب 17 شخصاً في الهجوم. وقالت الشرطة إن السيارة المفخخة وهي شاحنة صغيرة كانت تحتوي على 250 إلى 300 كلغ على الأقل من المتفجرات وتناثرت شظاياها على بعد 300 متر. وأوضح ايجاز أن وقوع الانفجار في وقت مبكر صباحاً يفسر الحصيلة المتدنية نسبياً لضحايا اعتداء مدمر مثل الذي وقع امس. وقال: «في مثل هذه الساعة، يكون هناك عادة بين 10 و15 شخصاً في مركز الشرطة». يشار إلى أن القنصلية الأميركية تقع على بعد مئة متر من مركز الشرطة الذي تعرض للاعتداء في وسط حي يقيم فيه الضباط وعائلاتهم ويخضع عادة لحماية أمنية مشددة. وطوق العسكريون على الفور المكان. وتبنت حركة «طالبان باكستان» الهجوم. وقال إحسان الله إحسان الناطق باسمها: «سوف نزيد من وتيرة هذه الهجمات للانتقام لمقتل أسامة بن لادن». وأكد أن «هذه الهجمات ستتواصل حتى وقف هجمات الطائرات الأميركية من دون طيار وعمليات الجيش في المناطق القبلية» الباكستانية. وليل الأحد - الاثنين قام أربعة إلى ستة انتحاريين من «طالبان» بقتل عشرة عسكريين وتدمير طائرتين للجيش في كراتشي (جنوب) العاصمة الاقتصادية لباكستان. كما تبنت الحركة هجومين انتحاريين في 13 الجاري، أمام مركز تدريب للشرطة في شبقدار (شمال-غرب) أوقعا 98 قتيلاً لا سيما من مجندي الشرطة. ثم الجمعة فجرت «طالبان» عبوة عند مرور سيارات ديبلوماسية تابعة للقنصلية الأميركية في بيشاور ما أدى إلى مقتل احد المارة وإصابة أميركيين اثنين بجروح طفيفة.