بروكسيل، باريس، برلين - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعلن الاتحاد الاوروبي امس انه «يرحب بشدة» بدعوة الرئيس باراك اوباما لإقامة دولة فلسطينية على اساس حدود عام 1967 مع تبادل اراض متفق عليه، وهو موقف أيدته بريطانيا، في وقت رحبت ألمانيا بالرسالة الواضحة والحازمة في هذا الصدد، معتبرة ان استناد اتفاق للسلام الى حدود عام 1967 قد يكون مخرجاً للتقدم في عملية السلام. ورحبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون «بشدة بتأكيد اوباما على ان الحدود بين اسرائيل وفلسطين يجب ان تستند الى حدود عام 1967 مع تبادل اراض يتفق عليه الجانبان بحيث تكون الحدود ثابتة ومعترفاً بها من قبلهما». وقالت الناطقة باسمها مايا كوتشيجاتشيك امام الصحافيين ان ذلك يفترض «طمأنة المخاوف الامنية لإسرائيل والتوصل الى اتفاق على المسائل التي أثرناها، ومن ضمنها القدس وقضية اللاجئين». من جهته، أعلن وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي والفرنسي آلان جوبيه امس: «ندعم الرسالة الشجاعة للرئيس اوباما على الحاجة الملحة لحل النزاع في الشرق الاوسط»، مضيفاً: «قال اوباما ان اوروبا نصحته بالقيام بذلك، واليوم نحن نقدم دعمنا لقراره». وقال جوبيه ان الخطاب انطوى على الرسالة التي توجهها فرنسا الى الشعوب العربية منذ اشهر، وانه لاحظ الارداة التي عبّر عنها اوباما لاخراج الوضع في المنطقة من الجمود، وهو ما تأمله فرنسا. ولفت الناطق باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو الى «ان خطاب اوباما ملتزم وينطوي على ارادة لتجاوز الجمود، ويوجه رسالة واضحة عن الدولة الفلسطينية والربيع العربي، وكل هذا يصب في الاتجاه الصحيح». وذكر ان قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى التي تعقد في دوفيل في 26 و27 أيار (مايو) الجاري، ستكون مناسبة للعمل مع الولاياتالمتحدة على هذه الملفات المهمة. وأكد ان العمل مستمر وكذلك الاتصالات من أجل تنظيم مؤتمر المانحين الذي تريد فرنسا ان يكون له ايضا بعد سياسي، بأفضل الشروط الممكنة، بحيث يكون له أقصى مقدار من الفاعلية، مشيراً الى ان موضوع المؤتمر سيثار في دوفيل بين الرئيسين نيكولا ساركوزي واوباما. كما دان قرار السلطات الاسرائيلية بناء 1520 وحدة سكنية في القدسالشرقية، وقال ان هذا القرار غير مجد في وقت يجري العمل على إعادة اطلاق المفاوضات وفقا للأسس الواضحة المحددة من الاتحاد الاوروبي وأشار اليها اوباما ايضاً. وأعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تأييدها استناد اتفاق للسلام الى حدود اسرائيل عام 1967 قد يكون مخرجاً للتقدم. وقالت في مؤتمر صحافي: «أعتقد ان الاقتراح الذي يستند الى حدود 1967 وبحث مبادلة الاراضي، بحث الاقتراح لا التمسك به بشكل متعنت، سيكون شيئاً جيداً ومساراً ممكناً». كما قال وزير خارجية ألمانيا غيدو فيسترفيلله في مقابلة مع إذاعة «دويتشلاندفونك» الألمانية امس ان ما أعلنه أوباما «موقف دولي وصحيح أيضا». وأضاف أن الجميع يعرف أن التشديد على حدود عام 1967 «يأخذ بعين الاعتبار كذلك التعديلات التي ستجري على هذه الحدود حسب الاتفاقات التي تم التوصل إليها في المفاوضات». وتابع أن لبّ الرسالة التي وجهها أوباما في هذا الصدد إلى العالم أن الحكومة الأميركية «تريد المشاركة مجدداً بصورة شجاعة في عملية السلام». وزاد أن التحولات الجارية في العالم العربي «تشكل فرصة لتحقيق تقدم في عملية السلام، كما أن في إمكان عملية السلام المساهمة بصورة أساسية في إنجاح التحولات والثورات الديموقراطية في العالم العربي». وأعرب فيسترفيلله عن أمله في أن توصل المحادثات التي سيجريها أوباما مع نتانياهو في واشنطن إلى إحراز تقدم، قائلاً إنه يهم حكومته أن تؤكد أنها ترى «فرصة تاريخية» في الشرق الأوسط الذي يشهد حاليا تحولا إلى الحرية والديموقراطية لا بد من استغلالها. وشدد على ضرورة استئناف المفاوضات، قائلا إن حل الدولتين يصب في مصلحة إسرائيل أيضا، وأنه «سيكون من الأفضل لها على المدى البعيد العيش إلى جانب جيران يعيشون في دول مستقرة وديموقراطية». وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أعلن اول من امس عن دعمه لموقف اوباما من حدود 1967، كما رحب بتصريحات اوباما عن «الربيع العربي» مع تحذيره بأن العالم يواجه «تحدياً غير مسبوق» للرد على هذه التحولات. وقال في بيان: «ان حجم التحدي غير مسبوق، وردنا يجب ان يذهب ابعد من تطلعات شعوب المنطقة»، موضحاً: «ادعم خصوصا الرسالة الواضحة التي مفادها ان حدود اسرائيل وحدود فلسطين يجب ان تكون على اساس خط عام 1967 مع تبادل (اراض) متفق عليه من الجانبين». ودعا «جميع الاطراف الى انتهاز هذه الفرصة واستئناف المفاوضات المباشرة بأسرع وقت ممكن».