ساهمت الفنانة اللبنانية الشابة تانيا الخوري التي دأبت في السنوات الثلاث الأخيرة على تقديم عروض تفاعلية يشارك فيها الجمهور، بقطعة سمعية في تجهيز «بيت من ورق» رافقت الجمهور خلال سياحته في أنحاء «المدينة الورقية» التي يطرحها عليهم سليمان. تدعو الخوري، في تسجيل صوتي، الزوار الى تأمل المدينة وأبنيتها. فالتأمل تمرين على استعادة ذكريات دفينة، تحاول الفنانة الشابة نبشها وإستحضارها، لتقدم لنا مقاربة بين ما كانت عليه بيروت في الماضي، وكيف تغيّرت اليوم. وتدعو الخوري زوار المعرض، من خلال خطة وضعتها، الى إستعادة طفولتهم ولو للحظات. فبعدما تشرح ما تريده، تطلب من الزوار أن يرموا نرداً ضخماً وأن يقفزوا بين مربعات مقسمة، كما كانوا يفعلون في لعبة «الإكس». هذا اللعب بين الزواريب، لم يعد ممكناً اليوم لضيق المساحة وسطوة الباطون حتى على ذكريات الطفولة. كما تطلب الخوري من مستمعيها أن يبنوا منزلاً صغيراً من ورق اللعب، وأن يقذفوه بعد إنتهائهم بالنرد الضخم، ويراقبوا الطريقة التي ينهار فيها المنزل، وكيف يتساوى مع الأرض، في إشارة الى ضعف الأبنية وهشاشتها في بيروت. تقول الخوري: «المدينة هي ظاهرة معقدّة، وتعقيدها ينبع من تعدد العوامل الإجتماعية والإقتصادية والمادية والتاريخية والتشريعية والرمزية التي تساهم في تشكيلها. في سياق الحروب التي تُسبب تغيرات جغرافية كما هي الحال في لبنان، مفارقات الحرب لم تُشفق على مشاريع إعادة الاعمار بعد الحرب التي أنتجت عمليات تدمير اضافية». وتانيا الخوري التي درست الفن في بريطانيا، عضو مؤسس لمجموعة «دكتافون» وهي مجموعة للفن الحي تركز على الأبحاث المدينية في لبنان، وهي أيضاً عضو مؤسس لمجموعة «أمهرست ريبليك» اللندنية.