مازالت رواسب الحرب مدفونة في نفوس اللبنانيين الذين يحتاجون الى عقود للفظِها. وبما أن الفنون خير دليل للفظ هذه الرواسب ومشاهدها العنيفة وغير الإنسانية، نرى أن الحرب ما زالت تُشكّل مادة أساسية في مئات الأعمال الفنية المبدعة. من هنا أعلنت نائبة رئيسة الجمعية اللبنانية لتطوير وعرض الفنون ندى الخوري في مؤتمر صحافي أقيم في بيروت أمس، عن اقامة معرض في متحف «كاتزن آرت» في الجامعة الأميركية في واشنطن من 8 نيسان (ابريل) الى 16 أيار (مايو) يتمحور حول الفن اللبناني بعد الحرب تعرض خلاله أعمال فنية متنوعة، يرافقه مهرجان للسينما اللبنانية. وقالت خوري إن المعرض يضم حوالى 70 عملا لأكثر من 30 فنانا لبنانيا في مجالات الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والأفلام والهندسة وسواها. وأفادت ان المعرض يترافق مع نشاطين آخرين، أولهما محاضرة للفنان اللبناني نديم كرم عن الفنون المدينية، وثانيهما بين 13 و16 ايار (مايو) مهرجان للسينما اللبنانية ينظم بالتعاون مع مؤسسة «ليبان سينما»، ستعرض فيه مجموعة من الأفلام اللبنانية البارزة. وستعرض أفلام «طيارة من ورق»، و»زوزو»، و»ليس كأختي»، و»بيروت بعد الحلاقة»، و»تحت القصف»، و»الطريق الى الشمال»، و»لما حكيت مريم»، و»رماد»، و»دخان بلا نار»، و»البوسطة». وأشارت الخوري الى أن المعرض والمهرجان يشكلان النشاط الأول للجمعية منذ تأسيسها العام الماضي، موضحة أن الجمعية تهدف الى «فتح آفاق جديدة للفنانين اللبنانيين وابراز ابداعاتهم خارج حدود الوطن، وإطلاق برامج تبادل بين الفنانين اللبنانيين والعالميين، وتوفير المنح الدراسية للمواهب الصاعدة». وشرحت الخوري أن الجمعية «تتكون من مواطنين لبنانيين وأميركيين أحبوا أن يؤسسوا إطاراً مشتركاً لدعم الفن اللبناني والثقافة اللبنانية (..) وتعريف العالم الى الفن اللبناني والثقافة اللبنانية اللذين ظلا صامدين ومبدعين رغم ظروف الحرب». وأوضحت مديرة المعرض في بيروت آمال طرابلسي، أن الأعمال التي اختيرت للمشاركة في المعرض هي تلك «التي تظهر تنوع الأساليب الفنية في تعاطيها مع الواقع اللبناني (..) المهم أن تمثل مجموعة الاعمال التي نحملها الى واشنطن الفن المعاصر اللبناني كي يشعر المشاهد الأميركي بما يعيشه المجتمع اللبناني».