خلال لقائه رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني رفضه تقسيم العراق ومحاولات التعرض لأمن المنطقة واستقرارها، فيما أكدت حكومة الإقليم أن بارزاني اتفق مع حكومة بغداد على استمرار المحادثات الثنائية وصولاً إلى تنفيذ «التفاهمات الأولية» بين الطرفين. ووصل بارزاني إلى طهران أمس، عقب محادثات أجراها في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في أول لقاء بين الجانبين منذ نشوب أزمة استفتاء الأكراد على الانفصال أواخر أيلول (سبتمبر) الماضي. وأبلغ العبادي بارزاني تمسك حكومته بشروطها التفاوضية، وهي إقرار الإقليم بوحدة العراق وسيادته وإخضاع المنافذ الحدودية والمطارات والنفط إلى السلطة الاتحادية. وقال روحاني إن بلاده «كانت دائماً مساندة لوحدة العراق، وأن الدفاع عن ثبات حدود المنطقة مسؤولية كل الدولة والقوميات القاطنة فيها، ولا شك في أن القوى الأجنبية لم ولن تكن حريصة على شعوب المنطقة»، واصفاً العلاقة مع أكراد العراق بأنها «متينة وعريقة». وأضاف: «يتعين استخدام كل الطاقات والإمكانات لتعزيز العلاقات الودية بين الشعبين الإيرانيوالعراقي، وإقليم كردستان هو جزء من العراق ونأمل أن ينال حقوقه الدستورية، ولا ينبغي أن نسمح بإضعاف الاستقرار والأمن في دول المنطقة تحت أي ذريعة»، وفقاً لوكالة أبناء الطلبة الإيرانية «إسنا». وتعهد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال استقباله بارزاني، بالمساعدة في حل الأزمة بين الجانبين، قائلاً: «بناء على تبني أربيل سياسة جديدة وخيار الحوار والتعاون مع بغداد، فإن طهران ستبذل كل إمكاناتها لدعم تسوية العقبات القائمة بين الحكومتين». وأشار إلى أن «نهاية داعش في العراق تبشر بمستقبل أفضل له والتغلب على الفتن الخارجية لإحداث شرخ فيه»، وحذر من أن «استغلال بعض المجاميع المسلحة المعادية للجمهورية الإسلامية في المنطقة الكردية (المناطق الكردية في إيران)، واغتيال جنودنا ومواطنينا، ومن ثم العودة إلى إقليم كردستان وتبنيها مسؤولية تلك الأعمال، أمر لا يُحتمل». واعتبر شمخاني الاستفتاء الكردي بأنه كان «استراتيجية خاطئة انعكست تداعياته السلبية اقتصادياً وأمنياً على سكان الإقليم، والبعض كان يتصور أن أمن الأكراد منفصل عن العراق والمنطقة»، وحذر من «السماح بتحقيق المشاريع الاستعمارية، كالشرق الأوسط الكبير». وشدد بارزاني على أن «العلاقة والتعاون بين أربيل وطهران لن تخضع لمحاولات المغرضين»، قائلاً: «سنبذل كل ما يمكن لمنع التهديدات الأمنية ضد إيران». إلى ذلك، وصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس، إلى العاصمة بغداد في زيارة معلنة، للبحث في ملفات عدة منها الأزمة بين أربيل وبغداد، وكان أوغلو أكد في إعلان برنامج زيارته تلقيه طلبا كرديا ل «التوسط» في حل الأزمة. من جهتها، أفادت حكومة الإقليم بأن «بارزاني اتفق مع العبادي على مواصلة المحادثات، بهدف الإسراع في إتمام إجراءات دفع بغداد لرواتب موظفي الإقليم ورفع الحظر عن مطاراته»، موضحةً أن الطرفين «تطرقا إلى ملفات قطاعات النفط والتزام الدستور». من جهة أخرى، لفت الرئيس العراقي فؤاد معصوم عقب وصوله إلى مدينة السليمانية، إلى «وجود مؤشرات للتوصل إلى اتفاق نهائي بدأت تلوح في الأفق»، موضحاً أن «هناك بداية جيدة للاتفاق النهائي بشأن الملفات الخلافية».