تظاهر أكثر من 50 ألف شخص في شوارع سالونيكي، كبرى مدن شمال اليونان، اليوم (الأحد) تعبيراً عن احتجاجهم على تسوية تتعلق باسم «مقدونيا» في حلقة جديدة من مسلسل الخلاف المزمن بين اثينا وسكوبيي، وفق الشرطة. وترى اثينا ان مقدونيا هو اسم اقليمها الشمالي وعاصمته سالونيكي، معتبرة أن سكوبيي تخفي عبر التمسك به طموحات توسعية في الأراضي اليونانية. ويعد الإرث التاريخي للاسكندر الأكبر الذي يتنافس عليه البلدان نقطة خلاف أخرى في الملف ذاته. وتأتي التظاهرة الأحد تلبية لدعوة أطلقتها مجموعة من الأحزاب القومية التي ينتمي كثير منها إلى اليمين المتشدد، مثل حزب «الفجر الذهبي» النازي الجديد، وبعض الكهنة ومجموعات أخرى في الشتات. وشارك في التجمع ممثلون لحزب المعارضة الرئيس (الديموقراطية الجديدة) على رغم توجيهات ضمنية من زعيمه الليبرالي كرياكوس ميتسوتاكيس بمقاطعته. وقال ناطق باسم الشرطة إن هناك «نحو 50 ألف شخص في المكان»، مشيراً إلى أن هذه لا تزال «تقديرات أولية». وفاق العدد تقديرات وسائل الإعلام اليونانية التي توقعت مشاركة ما يقارب 30 ألف شخص في التظاهرة. لكن العدد لا يزال أقل بكثير من العام 1992، بعد عام من استقلال الجمهورية اليوغوسلافية السابقة وبدء النزاع على الاسم عندما احتشد مليون شخص (يوناني من كل عشرة). وضم التجمع أشخاصاً ارتدوا ثياباً تقليدية وامتدت الحشود على الواجهة البحرية للمدينة وفي محيط تمثال الاسكندر الأكبر. واعتبرت عضو اللجنة المنظمة للتظاهرة ايريني ليوناردو أمس ان «تعبئة الناس تجاوزت كل التوقعات». وأضافت الكاتبة البالغة من العمر 59 عاماً: «نطالب بألا يدرج تعبير +مقدونيا+ في الاسم الذي سيتفقون عليه. هذا امر غير قابل للتفاوض». وتعترف بمقدونيا تحت هذا الاسم حتى الآن بلدان مثل الولاياتالمتحدة والصين وروسيا والمملكة المتحدة. ولكن لا تعترف به غالبية البلدان الأوروبية في طليعتها اليونان، بالإضافة إلى فرنسا أالمانيا حيث يطلق عليها رسمياً «جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة». ورفضت اليونان انضمام جارتها الشمالية إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي طالما بقي مسمى «مقدونيا». لكن عادت اليونان ومقدونيا إلى الأممالمتحدة الأسبوع الماضي على أمل التوصل إلى تسوية تنهي النزاع المستمر منذ 27 عاماً على اسم الجمهورية اليوغوسلافية السابقة. وقال رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس الذي يتوقع أن يلتقي نظيره المقدوني زوران زائيف في دافوس الأسبوع المقبل، في مقابلة نشرت اليوم: «إذا ما توافر إمكان حل، فسيكون خطأ وطنياً ألا نستفيد منه»، موضحاً لصحيفة «اتنوس» انه يتفهم «هواجس وحساسيات» اليونانيين، وخصوصاً في الشمال. والتقى مندوبا رئيسي الوزراء هذا الأسبوع في نيويورك وسيط الأممالمتحدة الموكل هذه المسألة ماتيو نيميتز الذي أعرب عن «تفاؤله الكبير بأن العملية تسير في اتجاه ايجابي». وذكرت وسائل الاعلام المقدونية ان نيميتز طرح هذا الاسبوع خمسة اقتراحات تتعلق بخمسة اسماء، تحتوي كلها كلمة مقدونيا، مثل «مقدونيا الشمالية» أو «مقدونيا الجديدة». وتوافق اثينا من حيث المبدأ على هذا الحل. وتعرف مقدونيا في الأممالمتحدة ب«جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة» على رغم أن مجلس الأمن أقر بأن بأن الاسم كان موقتاً عندما تمت الموافقة على عضويتها. وفي حال تم التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات الأممية، سيتعين إقراره في البرلمان اليوناني حيث تتوقع الحكومة أن تتم الموافقة على الاسم الجديد بغض النظر عن المعارضة التي قد يلقاها من بعض الأحزاب.