دفعت طفلة حياتها ثمناً لغياب «عين الرقيب» عنها. فيما تم إنقاذ شقيقتيها (11 و12 سنة) من الموت، غرقاً في مستنقع لتجمع مياه الأمطار في وادي فليج، القريب من مدينة حفر الباطن، أثناء رحلة برية عائلية، مساء أول من أمس. فبعد فترة قليلة من غياب الشقيقات، استفاق الأهل على الصراخ، فهرعوا إلى مصدره، وتمكنوا من استخراج شقيقتين، فيما لم يتمكنوا من العثور على الشقيقة الأصغر، وأبلغوا الدفاع المدني، الذي حضر على وجه السرعة، واستخرج الفتاة، ونقلها إلى المستشفى. لكنها فارقت الحياة قبل ان يتمكن الأطباء من إنقاذها، وسط انهيار من قبل ذويها، الذين لم يصدقوا أن طفلتهم ذهبت ضحية «غفلة لحظات معدودة». وقال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية المكلف الرائد على القحطاني: «إن عمليات الدفاع المدني تلقت بلاغاً، عن غرق طفلة داخل تجمع لمياه الأمطار تبلغ مساحته نحو مئة متر، ويتراوح عمقه بين ثلاثة إلى أربعة أمتار. واستخرج غواصو الدفاع المدني، طفلة متوفاة (سبع سنوات) بعد خمس دقائق من وصولهم، ونقلت إلى مستشفى الملك خالد العام. ولكنها فارقت الحياة»، مشيراً إلى أن حال الطفلتين الأخريين «مستقرة». وتشكل الحفر المليئة بمياه السيول «قنبلة موقوتة»، تتحمل مسؤوليتها جهات عدة، لعدم متابعة وردم هذه الحفر، أو على الأقل التنبيه لها، لحين ردمها، بدل أن تترك مكشوفة لتتلقف المارة. لكن المسؤولية الأكبر تقع على كاهل الأهالي، الذين يغامر بعضهم بالاقتراب من الأودية والشعاب، متجاهلين تحذيرات إدارة الدفاع المدني، وفوق ذلك، يغيبون أنظارهم عن أبنائهم. ودعت إدارة الدفاع المدني في حفر الباطن، رواد المناطق الصحراوية التي توجد فيها أودية، إلى «عدم المجازفة بالأرواح، والمغامرة، وتجنب الأودية وأماكن تجمع المياه، ومراقبة الأبناء، وعدم الغفلة عن مراقبتهم، حفاظاً على الأرواح والممتلكات».