وجد مشاركون في «اللقاء التحضيري الثاني للقاء الوطني التاسع للحوار الفكري»، فرصة لتوجيه «تهمة التقصير»، إلى الوسائل الإعلامية الرسمية والخاصة. وفيما انبرى ممثلو وزارة الثقافة والإعلام، للدفاع عنها، وعرض ما حققته من «انجازات» إلا أنهم شاركوا في استعراض «النقص» الذي تعاني منه. وبحث مشاركون اللقاء الذي انطلق في الدمام، أمس، بعنوان «الإعلام الواقع وسبل التطوير... حوار بين المجتمع والمؤسسات الإعلامية»، معالم «الحرية» في الإعلام، فيما تباكى آخرون على «الهوية الوطنية»، منذرين ومحذرين من «شبح التغريب والعولمة». واعتبروا قناة «المجد» «مثالاً يُحتذى للاتباع، وبديلاً عن قنوات سعودية. واستغل ضيوف الحوار، الذي أداره عضو اللجنة الرئاسية في مركز الحوار الوطني الدكتور راشد الشريف، سقف الحرية «المرتفع»، وغياب «الرقيب». وعزا عضو مجلس الشورى سعيد الشيخ، هروب المُتلقي من الإعلام المرئي المحلي، إلى ثلاثة أسباب، أولاها «الصيغة التنفيذية، وفرض الرقابة، والتركيز على التلميع، ما أدى إلى فقدان الثقة في القنوات المحلية، والتوجه إلى محطات أخرى، ويُعد ذلك خطراً، وبخاصة أن الوعيين الاجتماعي والسياسي سيتشكلان من خلال محطات خارجية»، لافتاً إلى «صعوبة الوصول إلى المعلومات، والقيود الاحتكارية، ومصالح الملاك، وإدارة المال للإعلام، الذي ينعكس على المكاسب وثقافة الاستهلاك». وانحاز الكاتب فاضل العماني، إلى القارئ، معتبراً أنه «مُشارك في صناعة الخبر». ورفض فكرة أن «المجتمع السعودي مختلف عن غيره»، مضيفاً أن «الإعلام الحكومي لم يرتق، على رغم المحاولات الحثيثة، وظل يُدار بعيداً عن الحرفية والمهنية». وطالب ب «إعادة النظر في دمج الإعلام والثقافة في وزارة واحدة». ورفض تقسيم الإعلام إلى «ديني، وغير ديني». ووصف المدوّن أحمد باقضوض، الإعلام السعودي، ب «ممثل للحكومة السعودية، فيما يمثل المجتمع على استحياء. ورأينا ذلك في «كارثة جدة»، إذ لجأ المشاهدون إلى قنوات غير رسمية». واعتبرت هيفاء الودعاني، ان «أكثر الإعلاميين والكتاب «ضعفاء فيما يتعلق في القضايا الشرعية والقانونية، وغالبية ما يطرحونه قائم على وجهات نظر شخصية». ورأى الدكتور عبد الواحد المزروع، أن «الإعلام لا يعكس الواقع، ولا يتفق مع الثوابت. كما أن بعض الكتاب يتجاوزون دورهم في نقذ الثوابت، ما ساهم في خلق صورة مشوهة عن المملكة». وطالبت أميمة الجلاهمة ب «مقاطعة القنوات التي تهاجم السعودية، وبخاصة التي تخالف تعاليم الدين، وتشوّه صورة المجتمع». وانتقد الزميل في «الحياة» سعود الريس، «عدم التفريق بين الإعلاميين والكتاب في الصحف». وأوضح أن الخلط بينهما «انعكس على مداخلات المشاركين وتوجيه الاتهام، من دون دراية». ورفض الهجوم على المؤسسات الإعلامية، ووصفها ب «التغريبية»، مبيناً أن هذه المؤسسات «تسير وفق سياسة الدولة، سواءً الشرعية أو الاجتماعية والسياسية»، مضيفاً أن «المجتمع يشهد حراكاً سريعاً على الأصعدة كافة. وفي المقابل يتطلب حراكاً إعلامياً يواكبه في السرعة». ورأى الريس، «وجود لبس لدى البعض فإذا تحدثنا عن مواقع التواصل الاجتماعي فهي تختلف عن المنتديات الإلكترونية والمواقع الإخبارية التي تفتقر إلى القيم، وذات اللغة المعدومة والفكر السطحي»، متسائلاً عن: «كيفية ممارسة الإعلام دوره في ظل وجود قوى ممانعة، تُحجم من قوته».