أكد عدد من الإعلاميين والأكاديميين السعوديين أن إعلامنا في الوقت الراهن بحاجة إلى عدد من الضوابط والتنظيم والحرية في الطرح خاصة وأن الإعلام السعودي يواجه العديد من المشاكل , مؤكدين على أهمية الحرية المسؤولة في الإعلام وأن تكون هذه الحرية بحدود وضوابط , مشيرين إلى أن الإعلام بحاجة إلى وثيقة وطنية تراعي الثوابت المقدسة والثوابت الوطنية , وأشار عدد منهم إلى أن الحرية الإعلامية تسبق المسؤولية وهي متطلب التعبير الإبداعي لدى الكاتب في ظل المسؤولية التي تحترم الثوابت والقيم الأخلاقية والعقدية والوطنية , كما أشاروا إلى أهمية تنمية ثقافة المسؤولية الاجتماعية والذاتية في هذا الجيل في ظل تنامي التعامل مع الإعلام الجديد, وصعوبة مراقبته والتحكم فيه, إضافة إلى ضرورة تطوير وتحديث أنظمة الإعلام ومواثيقه بما يستوعب المستجدات الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية والثقافية في المملكة. الجاسر: هناك سعي جاد لتأهيل كوادر جديدة في القنوات الإعلامية جاء ذلك خلال اللقاء الختامي للقاء الوطني التاسع للحوار الفكري (الإعلام السعودي الواقع وسبل التطوير)المنطلقات الأدوار والآفاق المستقبلية والذي عقد صباح امس الأربعاء الموافق 30/3/1433ه بقاعة فنيسيا للمؤتمرات بمنطقة حائل, وذلك بحضور نخبة من الإعلاميين والإعلاميات ومسؤولي الإدارات الحكومية و أعضاء وأكاديميين. وتناول المحور الأول والذي حمل عنوان الحرية والمسؤولية في الإعلام السعودي مناقشة حدود الحرية في إعلامنا والمطالب المتعلقة بمساحة هذه الحرية وجوانب المسؤولية التي يتحملها الإعلامي و الإعلام في مناقشة مختلف القضايا في مختلف وسائل الإعلام على المستوى الوطني الذي أكد فيه عدد من المشاركين على أهمية العمل على رفع مستوى الحرية الصحفية لتجاوز المرتبة المتدنية على مستوى العالم في مجال الحرية الصحفية. بينة الملحم: الحرية ليست غاية بل وسيلة للتعبير وكشف الخلل ورأت الكاتبة السياسية في جريدة "الرياض" والباحثة في كرسي الأمير نايف للأمن الفكري بينة الملحم مناقشة حدود الحرية من أصعب القضايا الفلسفية التي ناقشتها أوروبا، ذلك أن الحرية تضبطها المسؤولية، والضوابط القانونية، ولدينا في المجتمع الإسلامي لابد من إضافة الضوابط الشرعية. فالحرية لا يمكن أن تنضج من دون مسؤولية، وليس في العالم كله حرية منفلتة، بل هناك حرية مضبوطة بمجموعة من النظم والقيم، و لا يمكننا أن نتحدث عن الحرية إلا وفي صلب أعيننا الفائدة المرجوة منها، فالحرية ليست غاية، بل هي وسيلة للتعبير وكشف الخلل، ولعل الإعلام السعودي مر بما يتعلق بالحرية بمراحل، وهو الآن في مرحلة معقولة من الحرية، وبالذات في القضايا التي تمس الشأن الحكومي، أو الآداء الوزاري، وكل هذا يصب في مصلحة الإعلام، فالإعلام من دون حرية مسؤولة يكون فقيراً من الإبداع والتجديد، ويكون بعيداً كل البعد عن التألق أو طرح الجديد أو تجريب المختلف، الإعلام السعودي لديه حرية ممتازة فالصحف التي نقرؤها يومياً فيها مقالات تحمل أحياناً الحدة والنقد الشرس، ومع ذلك لا يمانع رئيس التحرير من نشرها، هذا مع تفاوت الحرية بدرجتها بين وسيلةٍ وأخرى , الحرية والمسؤولية في الإعلام فالديمقراطية التي تتيحها وسائل الإعلام في تهيئتها للجميع سبل التعبير، من الضروري أن تكون مصحوبةً بالمسؤولية, للحد من محاولات استغلال ذلك الهامش الكبير لضرب قيمة الحرية المسؤولة. وتحدث طالب السنة التحضيرية و معد ومقدم برامج الأطفال في قناة المجد الأستاذ سلمان باهبري عن تنوع وسائل الإعلام وقال: إن حرية الإعلام مقيدة ونحن كشباب نعد رجال الإعلام في المستقبل ولكننا نجهل ما سيواجهنا من معوقات وصعوبات سنواجهها في الميدان الإعلامي, لذا لابد من أهمية وضوح الرسالة الإعلامية في أداء دورها للمجتمع. نوال الراشد: العلاقة بين القطاعات الحكومية والإعلام ليست بالمستوى المطلوب ولازالت تشهد تذبذباً في التواصل وجاء المحور الثاني عن العلاقة بين الإعلام والقطاعات الحكومية والذي تناول النقد الإعلامي للقطاعات الحكومية ومدى التجاوب منها مع هذا النقد من حيث مصادره و أسلوبه ومدى تيسير الحصول على المعلومة للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية من قبل هذه القطاعات وفي ضوء ما يدور من نقاشات في الساحة الوطنية. حيث رأى فيه عدد من المشاركين و المشاركات أن تلك العلاقة هي علاقة متوترة وغير جيدة وبالرغم من ذلك نجد الإيجابية. ورأت الإعلامية نوال الراشد في مشاركتها أن العلاقة بين القطاعات الحكومية والإعلام والصحافة تحديدا ليست بالمستوى المطلوب ولازالت تشهد تذبذباً في عملية التواصل بالرغم من تطور قنوات الإعلام نرى إجحام بعض القطاعات عن الإعلام, مرجعة ذلك أن تفاوت استيعاب أهمية دور الإعلام لدى مختلف القطاعات الحكومية منهم من هو منفتح على وسائل الإعلام بل ويبحث عنها إيمانا منه بحق الفرد في المعرفة وأهمية دوره في إيصال المعلومة والخدمة والتطوير وسماع الشكاوى وأن الفرد شريك لا يستثنى في نجاح القطاع وهناك ما هو عكس ما ذكر تماما' كما أرجعت إلى أن هناك قطاعات تعتقد أن الإعلام بوسائله المتعددة ما هو إلا مراقب يبحث عن سقطاته وزلاته لذلك يتهربون من الإعلام حتى لا يفتضح ضعفهم ومستوى آدائهم , وقالت: إن ضعف العاملين على الأقسام الإعلامية في القطاعات المختلفة فهم في الغالبية مجرد موظفين يتبعون لهذا القطاع دون أن يكون لديهم التخصص المهني والقدرة والكفاءة على تطوير جهاتهم , واستطردت الراشد أنه ومن خلال التجربة الإعلامية أن القطاعات العسكرية أكثر تنظيماً وأكثر تفهماً لأهمية دور الإعلام وأكثر انفتاحا من الجهات الحكومية الأخرى وأسهلها في خدمة التعامل مع الصحفي أو المتابعة بالتعقيب على الكاتب. كما ورأى الكاتب الأستاذ فهد الأحمدي أن الصحافة السعودية ساهمت بالفعل بنشر الحقائق , مؤكدا أن هناك الكثير من المهاترات والنقاشات والكبرياء و الإنكار ولكن في النهاية يجب أن نحاول أن نسدد أوجه النقص و القصور في وسائل الإعلام , مؤكدا أن مسؤولي العلاقات العامة يعتقدون أن مهمة الإعلام هي التلميع أما الإعلامي هو من يعاني , مطالبا بأهمية الشراكة النزيهة بين الطرفين. وقال عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم الدكتور عبد الله البريدي إن العلاقة علاقة مشوهة ومتوترة من أمور عدة فالصحافة السعودية توصف بسمات عدة ومن أهمها الصحافة الرأس مالية حيث إنها تدار برؤس مالية, وهذا ما يجعل إدارات حكومية تضغط على الصحافة بشكل مباشر وقال : باعتباري أن الصحافة السعودية هي دكاكين إعلانات وتخفق إخفاقا واضحا من حيث تأهيل الطاقات. مؤكدا على أنه من المفترض للصحافة السعودية أن تمارس نقدا فاعلا فهناك بعض الصحفيين يغطون ما يريده المسئول ويتجاهلون الآراء و الانتقادات . وأشار عضو مجلس الشورى والكاتب الأستاذ حمد القاضي إلى أنه من المحتم علينا الإيمان بأن النقد هو أساس الصحافة وهذا ما يجب على الجهات الحكومية أن ترحب به., مطالبا الكتاب بأن يتسم نقلهم بالموضوعية وتوفر المعلومة. وأكدت مستشارة مشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام الأستاذة جنان الأحمد أن العلاقة ليست ودية معللة ذلك بعدم الثقة, أن هناك أزمة يجب حلها , مؤكدة أيضا على أن التثبت من المعلومة أساس الصحافة . وعلق نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد الله الجاسر أن هناك سعياً جاداً لتأهيل كوادر جديدة في القنوات الإعلامية مؤكدا على أهمية التواصل مع ملاك القنوات السعودية وأن ذلك محقق, وقال أن ذلك يلزم بكل الثوابت الدينية والوطنية, وقال إن اللجنة الاستشارية في الإعلام هي لجنة مشكلة من قبل وزير الإعلام والتي تضم مستشارين شرعيين وقانونيين لا سلطة للإعلام عليهم مع إمكانية التظلم في حين حدوث خلل في حكم اللجنة, مشيرا إلى أن المملكة ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام هي وراء غالبية الوثائق التي أقرت على مستوى الخليج والمجتمع العربي كما قدمت أوراق عمل شرفية لمهنة الإعلام. فيما أشار وكيل وزارة الإعلام لشؤون التلفزيون الأستاذ سليمان العيدي هناك مفاهيم معينة ومحددة في الحرية المسؤولة ومن الثوابت المعمول بها في السياسة الإعلامية السعودية الابتعاد عن شتم الآخرين وتجريحهم. وقال العيدي إن في الإعلام السعودي تتم مناقشة الموضوعات التي تمس احتياج المواطن ولكن بحضور الأطراف المعنية واستضافة مسؤولين ومتخصصين يدور بينهم حوار مسؤول ومنضبط.