استهلت أنقرة عمليتها في عفرين شمال سورية أمس، بقصف مدفعي مركز، ترافق مع إعلان وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي انطلاق العملية العسكرية التي تستعد القوات التركية وفصائل من المعارضة السورية لشنّها في المنطقة الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية. وعلى رغم الإعلان التركي، إلا أن وزير الدفاع حرص على توضيح أن العملية بدأت «من دون عبور للحدود»، وسط انتظار للموقف الروسي الذي حافظ على غموضه في ظلّ غياب التصريحات من موسكو وتضارب الأنباء عن انسحاب المراقبين الروس من عفرين تمهيداً لبدء العملية التركية. في المقابل، كان موقف واشنطن، حليفة الأكراد والتي تتهمها أنقرة بدعمهم بالأسلحة والعتاد، واضحاً بالتحذير من العملية المرتقبة. فبعد ساعات من دعوة أميركية إلى تركيا للتركيز على قتال «داعش» بدل مهاجمة عفرين، رفضتها أنقرة في شكل كامل، رأى مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية أن تقارير القصف المدفعي على عفرين تزعزع الاستقرار في المنطقة ولن تساهم في حماية أمن الحدود التركية. وقال المسؤول للصحافيين أمس: «لا نعتقد أن العملية العسكرية تخدم الاستقرار الإقليمي، أو استقرار سورية أو تساهم في تبديد مخاوف تركيا في شأن أمن حدودها»، مقراً بأن معلوماته عن التحركات العسكرية التركية «محدودة». ويأتي تكثيف المدفعية التركية قصفها على عفرين بعد أيام من استهدف متقطّع للمنطقة. وأعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية أن القوات التركية أطلقت نحو 70 قذيفة على قرى كردية في قصف من الأراضي التركية، بدأ عند منتصف ليل الخميس- الجمعة واستمر أمس. ووصف الناطق باسم الوحدات في عفرين روجهات روج القصف بأنه «الأعنف» منذ تصعيد أنقرة تهديداتها بالقيام بعمل عسكري ضد المنطقة الكردية، فيما تعهّدت الوحدات الكردية في بيان ب «مواجهة القوات التركية والجيش السوري الحر» الذي وصفت مقاتليه ب «الإرهابيين». وفي الإطار ذاته، توّعد وزير الدفاع التركي الوحدات الكردية ب «الدمار» وب «القضاء عليها بالكامل في شمال سورية»، مؤكداً أن «لا بديل» عن العملية العسكرية. ورأى أن «العملية وسط عفرين قد تستمر لفترة طويلة لكن المنظمة الإرهابية سيقضى عليها بالكامل هناك». إلى ذلك، كشفت وسائل إعلام تركية إن 20 حافلة تقلّ مقاتلين من «الجيش السوري الحر» عبرت أمس من الحدود التركية إلى منطقة يسيطر عليها الجيش التركي شرق عفرين. وأضافت أن مسلحي «الجيش السوري الحر» سينتشرون قرب بلدة إعزاز التي تعرض فيها مستشفى للقصف من جانب مسلحين أكراد ليل أول من أمس، ما يزيد من احتمالات توسّع المعارك في تلك المنطقة حيث تصاعدت الاشتباكات أخيراً. وذكرت القوات المسلّحة التركية إن عدداً من المدنيين أصيب في الهجوم ونقل إلى تركيا لتلقي العلاج. وأكدت مصادر متابعة ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن فصائل المعارضة ستكون «رأس الحربة» في المعركة المرتقبة، مشيرةً إلى أن العملية ستنفذ على 10 محاور على الأقل بعد حشد تركي كبير، بآليات وعتاد وجنود ومدرعات ودبابات. وتضاربت الأنباء في شأن انسحاب المراقبين الروس الموجودين في عفرين. وأفادت وكالة «الأناضول» التركية بأن القوات الروسية بدأت الانسحاب من محيط المدينة في اتجاه مناطق سيطرة النظام السوري شمال حلب، فيما نقل «المرصد» عن مصادر مطّلعة قولها أن القوات الروسية لم تنسحب من مناطق انتشارها.