انقلبت التغطية الإعلامية الإسرائيلية للعملية العسكرية في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، وتحول وصفها، أمس، من «ناجحة» و «بارعة» إلى «فاشلة» و «استعراضية». وأسفرت العملية التي استمرت نحو عشر ساعات عن هدم أربعة بيوت، واستشهاد شاب، أعلنت السلطات الإسرائيلية في البداية أنه أحمد نصر جرار، منفذ الهجوم المسلح الذي أدى إلى مقتل حاخام مستوطن قرب نابلس الأسبوع الماضي، ليتبين لاحقاً أنه ابن عمه، الذي يحمل اسماً شبيهاً (أحمد جرار)، وهو خريج جامعي، تقول عائلته إنه غير «ناشط» ضمن قوى سياسية. وغداة العملية، أعلنت الحكومة الإسرائيلية، أنها نجحت في القضاء على الخلية التي قتلت الحاخام، وقتلت العنصر المركزي فيها الذي حددت اسمه بأحمد جرار. لكن تبين بعد ساعات أن المذكور مختفٍ عن الأنظار، وأن من تعرض للاغتيال هو ابن عمه. وسارع قادة الحكومة والمعارضة على السواء إلى الترحيب بالعملية العسكرية ونتائجها. لكن بعد ساعات قليلة، خرجت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، لتعلن في تقرير أعقب انجلاء غبار الدبابات والجرافات التي اقتحمت جنين، أن الجيش «فشل في استهداف الخلية». ونقلت القناة عن مسؤول أمني في جيش الاحتلال قوله إنه يرجح أن يكون المطلوب الرئيس في الخلية تمكن من الانسحاب من المكان. وأكد أن «قوات الجيش تواصل عمليات البحث والتفتيش». وأنهى الدفاع المدني الفلسطيني أمس، إزالة أنقاض البيوت الأربعة التي تعرضت للهدم، بحثاً عن أحمد نصر جرار، لكنه لم يعثر عليه، ما رجح نجاته من الاغتيال.