يدرس مجلس النواب المصري إرسال وفد برلماني إلى السودان، في خطوة تهدف إلى حل الخلافات الحالية بين البلدين، «حرصاً على العلاقة التاريخية بين الشعبين المصري والسوداني». وكشف أمين سر لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب طارق الخولي ل «الحياة» أن لجاناً في المجلس أصدرت توصيات إلى رئيسه الدكتور علي عبدالعال، من بينها إرسال وفد نيابي لزيارة السودان. وتصاعدت حدة التوتر بين القاهرةوالخرطوم بسبب عودة ملف الحدود بين البلدين إلى الواجهة، إثر رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السودانية إلى الأممالمتحدة ترفض فيها اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية، بزعم السيادة السودانية على منطقتي حلايب وشلاتين، الأمر الذي ردت عليه القاهرة برسالة مماثلة ترفض مزاعم الخرطوم وتؤكد سيادة مصر عليهما. وسحبت الخرطوم سفيرها لدى القاهرة عبد المحمود عبدالحليم «للتشاور» في 4 كانون الثاني (يناير) الجاري، فيما أفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان، بأنها تعمل على تقييم الموقف في شكل متكامل لاتخاذ الإجراء المناسب، لكن الخارجية المصرية لم تتخذ أي قرار تصعيدي تجاه السودان. وقال الخولي إن لجان «العلاقات الخارجية» و «الشؤون العربية» و «الدفاع والأمن القومي» و «الشؤون الأفريقية» في البرلمان، عقدت اجتماعاً خصص لمناقشة التحديات التي تواجهها مصر أفريقياً، صدرت عنه توصيات منها زيارة وفد برلماني مصري السودان. وقال وكيل لجنة الشؤون الأفريقية في البرلمان ماجد أبو الخير ل «الحياة» إن «مصر تسعى إلى الحفاظ على العلاقات التاريخية بين الشعبين المصري والسوداني، لما يربطنا من روابط عريقة وقديمة»، مشيراً إلى أن «قرارها عدم سحب سفيرها من الخرطوم رداً على استدعاء السودان سفيرها في القاهرة للتشاور، يؤكد حرصها ورغبتها على استمرار التواصل الديبلوماسي مع الخرطوم». وأوضح أبو الخير أنه «على رغم التصعيد السوداني، فإن مصر تحرص دائماً على التواصل مع الشعوب الأفريقية في شكل عام والشعب السوداني في شكل خاص»، مؤكداً أن «القاهرة لا ترغب في التصعيد وتتمسك بالعلاقات الطيبة مع الشعب السوداني». وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قال سابقاً، رداً على التوتر مع السودان: «مصر لن تحارب أشقاءها وتعتمد سياسة ثابتة هدفها البناء والتعمير. نحن حريصون على أن نكون داخل حدودنا ولا نتآمر على أحد أو نتدخل في شؤون الآخرين». وقال عضو مجلس النواب اللواء حاتم باشات إنه يدرس تشكيل وفد شعبي لزيارة السودان للعمل على حل الخلافات الحالية بين البلدين، مشيراً إلى أهمية دور الوفود الشعبية وتأثيرها في حل الأزمات وتوطيد العلاقات بين الدول. وزار وفد شعبي مصري يرأسه وزير الخارجية المصري السابق عضو مجلس النواب السفير محمد العرابي وعدد من الشخصيات العامة الخرطوم الشهر الماضي، بدعوة من «مركز السودان للدراسات»، وعقد الوفد لقاءات مع وزراء في الحكومة السودانية وعدد من المسؤولين.