أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، حرص بلاده على العلاقات مع السودان، لكنه شدد على ضرورة «تصويب منحاها». وكان السودان سحب قبل أيام سفيره لدى القاهرة للتشاور، وردت القاهرة بأنها تدرس خياراتها للرد. وأتى القرار السوداني وسط توتر في العلاقات بين البلدين، عقب تقديم السودان خطاباً في الأممالمتحدة بخصوص ما يراه حقاً له في مثلث حلايب وشلاتين على الحدود بين البلدين، فيما أرسلت القاهرة خطاباً لتأكيد حقها وسيادتها على تلك المنطقة الحدودية. وقال شكري في مؤتمر صحافي مع نظيره الإرلندي سيمون كوفني إن العلاقات المصرية- السودانية «لها خصوصيتها»، لافتاً إلى أن «القاهرة تقيّم في شكل كامل قرار الخرطوم سحب سفيرها للتشاور لاتخاذ الإجراءات المناسبة تجاه هذا التطور». وأكد أن «مصر حريصة على علاقاتها مع السودان، غير أن منحى العلاقات في حاجة إلى تصويب، كي لا تكون هناك تأثيرات سلبية». وكان شكري عزا قرار السودان إلى الخلاف حول تبعية حلايب وشلاتين. وقال أمس: «أُخبرنا بسحب السفير بسبب حلايب»، لافتاً إلى أن «الفترة الماضية شهدت تكراراً لإعلانات سودانية في الأممالمتحدة حول حلايب، وإعلانات مصرية مقابلة تؤكد الموقف المصري». ونفى شكرى استبعاد السودان من المبادرة المصرية لمواجهة التعثر في المفاوضات الفنية الثلاثية مع إثيوبيا حول «سد النهضة». وأوضح أنه في اليوم التالي لزيارته إثيوبيا الشهر الماضي تواصل هاتفياً مع وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور وشرح له المبادرة، وأرسل نصها إلى السفارة السودانية ووزارة الخارجية في القاهرة». وقال إن بلاده «كانت تتطلع إلى معرفة رد الفعل السوداني إزاء المبادرة خلال زيارة كانت مقررة للغندور إلى القاهرة في 4 كانون الثاني (يناير) الجاري لكنها لم تتم». وزاد: «نحن لا نربط بين إرجاء الزيارة واستدعاء السفير، وهذا مؤشر إضافي على توجه مصر إلى استيعاب الأزمة، وعدم تصعيدها». وأشار شكري إلى أن السودان من أهم الدول بالنسبة إلى مصر»، مشدداً على «ضرورة المحافظة على العلاقات معها». وأعرب عن أسفه ل «النبرة التي لمسناها في الفترة الأخيرة في وسائل إعلام سودانية».