أطلقت مجموعة نساء سعوديات مبادرة توعوية بشأن قيادة المرأة السيارة، تحت شعار «سأقود سيارتي بنفسي...» بغية إقناع نظيراتهن بالفكرة كي يتقبلها المجتمع تدريجياً، على أن يبدأن القيادة لقضاء حاجاتهن بأنفسهن.وجاء في بيان تضمنه موقع المبادرة عبر موقعي «تويتر» و«فيسبوك» على الانترنت «منا من لا تملك أجرة الليموزين وتعيش على الكفاف، ومنا من تعول أسرتها وليس لها عائل غير حفنة ريالات دفعت فيها جهدها وعرقها لتكون لقمة سائغة للسائقين، كذلك بيننا من ليس لها من يتولى أمرها فتلظت بنار السؤال لكل غريب يقضي عنها غرضها»، مشيرات إلى أنهن محرومات حتى من مواصلات عامة تكفيهن شر الغرباء، مترجيات في تعليقاتهن على موقع المبادرة: «نحن بناتكم ونساؤكم وأخواتكم وأمهاتكم، نحن نصف المجتمع وننجب نصفه». وأضفن: «بحثنا عن أي قانون يمنع المرأة ممارسة حقها في قيادة مركبتها بنفسها ولم نجد أي شيء يشير إلى ذلك في نظام المرور السعودي، لذلك لا يعتبر ما سنفعله خرقاً للقانون»، مؤكدات أنهن سيلتزمن بحشمتهن وحجابهن أثناء ممارسة القيادة، إلى جانب التزامهن ب «قوانين المرور»، وطالبن في البيان ب «مدارس نسائية لتعليم القيادة، واستخراج رخص سعودية أسوة بكل دول العالم». وقالت إحدى النساء اللاتي أقررن بذلك (تحتفظ «الحياة» باسمها): «إن ما نعمل عليه الآن هو توعية النساء بالأمر كي يتقبل المجتمع الفكرة». وسردت قصة واقعية تعكس مدى ما تعانيه بعض النساء بسبب مشكلة وسائل المواصلات: «خرجت ذات يوم من مكان عملي، ولم أجد سيارة أجرة توصلني، فاضطررت للمشي مدة نصف ساعة تقريباً تعرضت خلالها لمضايقات من الشارع»، وتابعت: «لدي سيارتي في البيت، وقد سددت أقساطها لأعوام عدة عندما كنت متزوجة، وبعد أن تطلّقت لم أستطع الإبقاء على السائق لأنني لم أتحمل مصاريفه»، مؤكدة أنهن يردن القيادة لقضاء حاجاتهن، مثل إيصال الأبناء إلى المدارس أو الذهاب إلى العمل. بدورها، وجدت نجلاء حريري نفسها مضطرة إلى أخذ مفاتيح سيارتها والتوجه نحو المقود لقضاء حاجاتها، وذلك بعد أن هرب سائقها فجأة، وأضافت: «كان لدى بناتي مشوار يردن الذهاب إليه في طريق المدينة، فأوصلتهن إليه، إلا أنهن تراجعن عندما وصلن إلى هناك، إذ لم يشئن تركي للرجوع وحدي إلى البيت، فرجعن معي، أما المرة الثانية التي قدت فيها مركبة فكانت عندما اضطررت لإحضار طعام للبيت، فذهبت وأحضرته». وهي داخل سيارتها، وصفت نجلاء ل «الحياة» رد فعل الناس من حولها، وشعورها وهي ممسكة بمقودها ب «الشيء الطبيعي»، وأردفت: «لم ألحظ أي رد فعل مستنكر أو مستغرب من الذين كانوا في الشارع من حولي، فالوضع كان طبيعياً جداً، إذ لم أتعرض إلى أي مضايقات من أحد في الشارع، ومن رأى أو لاحظ أن هناك امرأة تقود السيارة بجانبه يذهب في حاله وكأنه أمر طبيعي». وأحست نجلاء بعد قيادتها السيارة، وما رأته من رد فعل الناس، التي كانت طبيعية جداً، أن المجتمع متقبل لقضية قيادة حواء السيارة، متمنيةً سماح الجهات المختصة بقيادتها، حتى لا تضطر دائماً لانتظار السائق، أو أي أحد من أفراد العائلة لإتمام وقضاء حاجاتها». ورأت ألا تختلط الأمور عند تلك الجهات، بأن تترك للإنسان يختار بحريته، فالذي لا يريد ممارسة القيادة فلا يمارسها، وفي موازاة ذلك يجب احترام قرار الذين يريدون ممارستها»، متساءلةً: «لماذا هي ممنوعة؟». وعلى رغم مجيء عائلة نجلاء بسائق خلفاً لتارك العمل لديها، إلا أنها أبدت استعدادها إلى إعادة التجربة مرة أخرى كي لا تبقى متعطلة عن قضاء حاجاتها، خصوصاً أن لديها رخصة قيادة مصرية وأخرى لبنانية، إضافة إلى الرخصة الدولية التي تستعملها خلال قيادتها السيارة عندما تسافر وعائلتها في العطلات خارج البلاد.