واصل رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النيابي اللبناني ميشال عون هجومه على رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة المكلف نجيب ميقاتي «المسؤولين حالياً عن شل مسار ممارسة السلطة الشرعية، لأنهما لا يملكان معايير ولا يعبران عما يريدان، ويلعبان كالسَحَرة بألعاب خفة، مرة يخرج أحدهما من جيبه أرنباً، ومرة حمامة». ورأى أنهما «في تعقيدات تأليف الحكومة، يذكرانني بوصلات فيلمون وهبي المضحكة، غير أن وصلاتهما تبكي، لأن البلد معطل ولا يحسان بمسؤوليتيهما»، مضيفاً ان سليمان وميقاتي «قالا انه بحسب الدستور، من صلاحيتيهما تأليف الحكومة، ونحن نسألهما لماذا لا يألفانها فالسلطة بيدهما». وأكد عون في مؤتمر صحافي بعد اجتماع التكتل في الرابية أمس، ان «لا جديد» في موضوع تشكيل الحكومة، معلناً أن «موضوع حقيبة الداخلية حللناه، لكننا عدنا الى المربع الاول في التأليف، ويبدو أن لا ارادة للتأليف»، منتقداً «علاقات السفراء في بيروت الذين يتدخلون في تأليف الحكومة ويضغطون، لكن هناك احراراً لا يمكن الضغط عليهم»، ومؤكداً ان «شعار السيادة والحرية والاستقلال صار فارغاً لأنه لا يمكن أن يكون الوطن حراً، الا اذا كان من يمارسون الحكم احراراً، وهم ليسوا احراراً ليؤلفوا الحكومة، بخاصة اننا طلبنا المعايير وتفسير الدستور مئة مرة، وكل واحد منهم متشبث بموقفه، ويمارس حكم قراقوش». وانتقد عون «حركات التدخل والمواقف من طرابلسوبيروت للتدخل في القضايا السورية»، معلناً ان «لا مصلحة لنا ولا يجوز أن نتدخل في قضية داخلية سورية، ولا في أي قضية عربية، حتى في البحرين لا أحد يتحدث عنها حفاظاً على الحياد تجاه مواضيع داخلية. لكننا بدانا نسمع مواقف وتحريض من احد النواب في طرابلس ولا نعرف الى اين سيوصلنا هذا الموضوع». واتهم عون رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف ب»التواطؤ ولا أعرف مع من ليبقى البلد مشلولا»، وقال غامزاً من قناة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري: «من عمل تظاهرات في طرابلس عندما سقط بالتكليف، هو نفسه يوقف تأليف الحكومة بالتواطؤ مع ناس مسؤولين عن تأليف الحكومة». وتطرق الى حادثة مارون الراس، معتبرا أنه «حدث مهم جداً»، وقال: «معظم التصريحات الرسمية مايعة بالنسبة الى حجم الجريمة، هل تقفون على خاطر نتنياهو؟ الاممالمتحدة تدعو الى ضبط النفس! لكن ضبط النفس لا يحصل بين واحد يقتل وآخر يموت. هذه الاشياء لا يجب ان تمر مرور الكرام. وأنبه كل المسؤولين الى ان يعرفوا ماذا يحصل تحت رعايتهم. حكومة تصريف الاعمال لا تزال مسؤولة، وكذلك الدفاع والخارجية». وعن القرار الاتهامي في المحكمة الخاصة بلبنان، قال عون: «متابعة أعمال المحكمة، توحي كأن العمل غير جدي. قرائن تأتي وقرائن تذهب. كأن هناك شيئاً تحت الطلب». وحول الحديث عن حركة سياسية لصهر رئيس الجمهورية وسام بارودي الذي اعلن انه يستعد للانتخابات النيابية المقبلة، رد عون: «يحق له، وهذا ليس سراً، وهو يعمل للانتخابات منذ انتهت الانتخابات الماضية. وكل هذه الازمة يمكن أن تكون بسببه». وأكد عون أن «لا مبادرات جديدة لحلحلة العقد. المبادرات التي طلبت منا، قمنا بها وقبلت، ولن اقبل ان افيق كل يوم على طلب وأنام على آخر». واعتبر أن الكلام عن ان عقدة سليمان هي عون، رد: «ذلك ظهر في مؤتمر الدوحة، وفي ويكيليكس. كل هذا يدل في هذا الاتجاه». وعن وقوف بعض حلفائه الى جانب ميقاتي، قال: «لسنا مختلفين،آراء مختلفة. ولا موقف حتى الآن. هناك افكار مطروحة». وعن خطورة خرق القرار 1701، أجاب عون أن «لا خطر في ال1701 ولا غيره. الخطر ان تبقى اسرائيل تقتل اصحاب الارض. العالم كله محرج اليوم، واعتقد ان الكلام عن عودة الفلسطينيين لكن ليس الى فلسطين، هو ما يدفع الناس في اتجاه الحرب، والحركة التصاعدية للمقاومة ستبلغ الذورة». وبرر عون طرد وزير الطاقة جبران باسيل لمراسل تلفزيون «المستقبل» من وزارة الطاقة، معتبراً أن «الوزير ترجاه ثلاث مرات ألا يقاطعه وبقي يقاطعه عندها طلب منه ان يرحل»، وأضاف: «لا نقبل ان يتواقح علينا أحد في بيتنا». وعن حديث الوزير السابق وئام وهاب عن مخارج قانونية لرفع الثقة عن ميقاتي ورفع التكليف، قال: «قد يكون الاستنتاج ان لا مخرج قانونياً، او يمكن أن نجد مخرجاً، لكن يكفي ان يعلن قسم ممن اعطوه الثقة حجبها عنه. عندها ماذا يفعل، هل ينتقل الى الصف الثاني؟». وعن مواقف تنتقده لضربه هيبة موقع الرئاسة الاولى، قال عون: «كل انسان له هيبته»، مجدداً التأكيد أن «لا أحد كان يعتقد ان الرئيس المكلف يجهل أصول اللعبة».