بثّت شبكة «سي أن أن» أن أبرز الخبراء الاستراتيجيين سابقاً للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف بانون، توصّل إلى اتفاق ليقابل فريق المحقق الخاص في ملف «تدخل» روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية، روبرت مولر، بدل المثول أمام هيئة محلفين كبرى. أتى ذلك بعدما أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مولر استدعى بانون للشهادة أمام هيئة محلفين كبرى، في ملف «تدخل» موسكو واحتمال «تواطؤها» مع حملة ترامب الانتخابية. وأتى تقرير «سي أن أن» بعد ساعات على رفض بانون الاستجابة لأمر يلزمه الردّ على أسئلة وجّهتها لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، في شأن الوقت الذي أمضاه مساعداً للرئيس في البيت الأبيض، في إطار تحقيق تجريه في «ملف روسيا» ولتبيان هدف ترامب من طرده المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي. وفي السياق ذاته، التقى أعضاء اللجنة أمس، المدير السابق لحملة ترامب، كوري ليفاندوفسكي، والمساعد البارز في البيت الأبيض، ريك ديربورن، بحثاً عن اتصالات أجرتها الحملة مع موسكو. وأصدر رئيس اللجنة الجمهوري ديفين نونيس أمراً قضائياً يفرض على بانون التعاون معها، لئلا يُلاحَق بتهمة تحقير الكونغرس، بعدما رفض، خلال استجوابه ساعات في جلسة مغلقة، الرد على أسئلة أعضائها، مستنداً إلى «امتياز» يُتيح للرئيس ومسؤولي السلطة التنفيذية حجب معلومات عن الكونغرس والرأي العام، للفترة المتعلقة بالمرحلة الانتقالية بين الانتخابات والتنصيب، ثم للفترة التي شغل خلالها بانون منصبه في البيت الأبيض بين كانون الثاني (يناير) وآب (أغسطس) 2017. وذكر العضو الديموقراطي في اللجنة جيم هايمز أن «أسئلة كثيرة لم نحصل على أجوبة عنها بحجة الامتياز السيادي»، فيما اعتبر أبرز عضو ديموقراطي في اللجنة آدم شيف أن موقف بانون أتى بإيعاز من البيت الأبيض، لافتاً إلى أن اللجنة تعتزم استدعاءه لمقابلة ثانية. لكن ناطقة باسم ترامب أكدت أن «أحداً» لم يشجّع مستشاره الاستراتيجي السابق على موقفه، واستدركت: «كما مع كل التحقيقات المرتبطة بالبيت الأبيض، على الكونغرس التشاور معه قبل الحصول على مواد سرية. هذا جزء من عملية مُعترف بها قضائياً وتعود إلى عقود». وأُقيل بانون من منصبه في البيت الأبيض في آب، وأُرغم الأسبوع الماضي على التخلّي عن منصبه في إدارة موقع «برايتبارت نيوز» اليميني المتطرف، بعدما نقل كتاب «نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض» لمايكل وولف عن بانون قوله إن دونالد ترامب الابن، وصهر الرئيس جاريد كوشنر، والرئيس السابق لحملته بول مانافورت، «خانوا» الأمّة بلقائهم محامية روسية مقرّبة من الكرملين أثناء الحملة الانتخابية، لاعتقادهم أنها ستزوّدهم معلومات «مسيئة» إلى المرشحة الديموقراطية آنذاك هيلاري كلينتون. على صعيد آخر، اعتبر ترامب أن نظام الهجرة المطبق في الولاياتالمتحدة يُضعف الأمن القومي. وأفاد تقرير أعدّته وزارتا العدل والأمن الداخلي بأن نحو ثلاثة أرباع الإدانات بالإرهاب الدولي، وعددها 549، التي أصدرتها المحاكم الأميركية منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، ترتبط بأفراد وُلدوا في الخارج ومُنح 148 منهم الجنسية بعد دخولهم الولاياتالمتحدة. وأشار إلى منع مئات الإرهابيين المحتملين من دخول البلاد بأساليب شرعية أو غير شرعية. ونشر ترامب على موقع «تويتر» رابطاً للتقرير، وكتب: «قدّمنا للكونغرس لائحة من الموارد والإصلاحات. نحتاج إلى إبقاء الولاياتالمتحدة آمنة، بما في ذلك الابتعاد عن الهجرة المتسلسلة العشوائية ونظام القرعة، والتحوّل إلى (نظام هجرة) على أساس استحقاقها». أما وزير العدل جيف سيشنز فوصف المعلومات الواردة في التقرير بأنها ليست إلا «رأس جبل الجليد»، وزاد: «لدينا تحقيقات مرتبطة بالإرهاب تطاول آلاف الأشخاص في الولاياتالمتحدة، بينهم مئات ممّن وفدوا لاجئين»، واعتبر أن «التقرير يكشف حقيقة لا جدال فيها، (مفادها) أن نظام الهجرة لدينا يقوّض أمننا القومي وسلامتنا العامة». إلى ذلك، أعلن طبيب البيت الأبيض روني جاكسون أن بيانات ترامب الصحية تشير إلى أن «وضعه الصحي جيد وسيبقى كذلك طيلة ولايته»، وتابع: «لديه جينات رائعة وخلقه الله على هذا النحو»، مضيفاً أن ترامب طلب إجراء فحص لقدراته الذهنية، فأُخضِع ل «اختبار مونتريال للتقويم المعرفي»، وجاءت نتيجته 30/30. وأكد أن ترامب «لا يعاني من أي مشكلات إدراكية أو عقلية».