أثار تعيين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مدير موقع «برايتبارت» اليميني المتشدد ستيف بانون، في منصب كبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الأبيض، حفيظة المعتدلين، وطرح أسئلة في شأن مواصلة ترامب نهجاً يتوافق مع قاعدة الحزب الجمهوري. أما قيادات الحزب الديموقراطي فتوحدت حول تأييد ترشح أول نائب أفريقي مسلم، هو كيث أليسون، لرئاسة لجنة الحزب، في التفاف واضح إلى اليسار. وتنازل ترامب عن مبلغ 400 ألف دولار الذي يتقاضاه الرئيس الأميركي سنوياً، مؤكداً أنه سيتقاضى «بحسب القانون دولاراً واحداً فقط سنوياً»، فيما خفّض حدة لهجته في مقابلة برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي أس» التلفزيونية، داعياً المحتجين الذين خرجوا إلى الشوارع في الأيام الماضية، إلى عدم «الخوف» من ولايته الرئاسية. وقال: «سننفذ إصلاحات في بلادنا، والتي تحتاج إلى بعض الوقت». لكن التظاهرات استمرت ضده في المدن، والتي تعكس خصوصاً تخوف الأميركيين من إضعافه حقوق الأقليات. وأبدى مرونة في موضوع حقوق المثليين، مشيراً إلى أن المحكمة العليا حسمت هذا الملف، في مقابل إظهار تشدده في ملف حظر الإجهاض والسماح باقتناء أسلحة. كما كشف أن تعييناته في الأمن القومي ومقاعد الخارجية ستعلن قريباً من دون إعطاء تفاصيل. كذلك، أظهر نوعاً من المرونة في تعاطيه مع ملف نظام «أوباما كير» للتأمين الصحي الذي يواجه انتقادات شديدة، وقال: «سأبقي على بعض بنوده، مثل منع رفض أي مريض بسبب حالة مسبقة، وتمديد التأمين للأولاد الذين يقطنون مع ذويهم». وأمام ارتفاع الاعتداءات ضد الأقليات أخيراً، وإطلاق تهديدات بحرق طالبة مسلمة محجبة في جامعة ميتشيغن، والاعتداء على كنيسة للسود في ماريلاند، دان ترامب هذه التصرفات، وقال: «يُحزنني سماع ذلك، وأطالب مرتكبي هذه الاعتداءات الجسدية أو مطلقي التهديدات بعدم تنفيذها، فهذا أمر فظيع، فيما أريد إعادة توحيد البلاد». ثم نظر إلى الكاميرا، وقال: «توقفوا». لكن هذه المبادرات والمؤشرات الإيجابية التي التقطها الديموقراطيون، خالفها تعيين رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس في منصب كبير موظفي البيت الأبيض الذي تعهد استبدال نظام «أوباما كير» بالكامل. كما صدم تعيين بانون كبيراً للمخططين الاستراتيجيين، الأوساط المعتدلة بسبب مواقفه السابقة الداعمة للبيض العنصريين والمعادية للسامية. وعنون موقع «هافينغتون بوست»: «معادٍ للسامية في البيت الأبيض»، فيما نددت مجموعة «أي دي أل الحقوقية ضد القدح» بتكليفه المنصب. وأيضاً، كشف مصدر في فريق ترامب أنه «يدرس وسائل سريعة لإعلان انسحاب الولاياتالمتحدة من اتفاق باريس للمناخ، في تحدٍ للدعم العالمي الواسع لخطة خفض انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، والذي كررته 200 دولة مشاركة في مؤتمر المناخ الذي تستضيفه مراكش حالياً. وخلال حملته الانتخابية وصف ترامب ظاهرة الاحتباس الحراري بأنها «خدعة»، وتعهد الانسحاب من اتفاق باريس الذي أيده بقوة الرئيس باراك أوباما، فيما صرح وزير الخارجية جون كيري في نيوزيلندا الأحد، بأن إدارة أوباما ستبذل قصارى جهدها لتنفيذ اتفاق باريس قبل تولي ترامب السلطة. ومع امتداد «الانقسام» حول آرائه من داخل الولاياتالمتحدة إلى خارجها، وصف أبو عمر خرساني القيادي في تنظيم «داعش»، ترامب بأنه «مجنون تماماً. كراهيته المطلقة للمسلمين ستسهل مهمتنا في تجنيد آلاف». أما رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر، فقال إن ترامب لا يفرّق بين التيارات الإسلامية المتشددة والمعتدلة، ويتجاهل أن تشدده سينتج تشدداً في المقابل». وصرحت إيليا روغاتشيوف، المسؤولة في وزارة الخارجية الروسية، بأن «موسكو تشكك في الوعود التي قدمها ترامب قبل الانتخابات بالتعاون معها في سورية، لأنه لن يستطيع إلا تطبيق الأفكار التي توافق عليها المؤسسة والنخبة السياسية في الولاياتالمتحدة». وأعلن نفتالي بينيت، زعيم حزب البيت اليهودي الديني القومي في إسرائيل والمعارض إنشاء دولة فلسطينية، أن «انتخاب ترامب رئيساً يمنح إسرائيل فرصة فريدة لإعادة صوغ سياساتها في الشرق الأوسط»، مضيفاً: «حان وقت توصيل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى الإدارة الأميركية والعالم ما يريده ويضغط لتحقيقه». واعتبر أن «فوز ترامب فرصة لإسرائيل كي تتراجع فوراً عن فكرة دولة فلسطينية التي انتهى عصرها». وفي أوكرانيا، أبدى الرئيس بيترو بوروشنكو ثقته بأن ترامب سيرفض الاعتراف بضم روسيا شبه جزيرة القرم وسيتعاون مع بلاده. وقال: «الولاياتالمتحدة ليست كوريا الشمالية. ويجب أن نحترم شعبها ورئيسها».