نفى رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني أن يكون الاتفاق الأخير لحل الخلافات مع بغداد ناجم عن «ضغوط أو تدخلات خارجية»، فيما أعلنت واشنطن والأمم المتحدة ترحيبهما بالاتفاق. وعاد الوفد الكردي مساء الثلثاء من بغداد إلى أربيل، عقب محادثات استمرت يومين مع الحكومة الاتحادية، تمخضت عن اتفاق يلتزم بموجبه الإقليم تصدير 250 ألف برميل نفط يومياً، فضلاً عن 300 ألف أخرى من نفط كركوك، مقابل تسديد حصته من الموازنة، وتخصيص موازنة لقوات «البيشمركة». وقال بارزاني عقب وصوله إلى مطار أربيل أمس، إن «الاتفاق الذي أبرمناه مع بغداد لم يكن تحت ضغوط خارجية، بل كانت رغبة الطرفين في التوصل إلى حلول»، وأشار إلى أن «دور الولاياتالمتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة اقتصر على التشجيع، من دون تدخل في التفاصيل». وهنأ سكرتير مجلس وزراء الإقليم آمانج رحيم «الشعب الكردستاني بالنتائج الطيبة التي خرجنا بها من اجتماعات بغداد، ومنها صرف مستحقات البيشمركة من الموازنة السيادية لوزارة الدفاع للمرة الأولى، منذ 11 عاماً»، وأكد أن «موافقة بغداد على تصدير نفط الإقليم، واستخدام أنابيبه لتصدير نفط كركوك، أعطى صفة قانونية ورسمية لتثبت في الموازنة الاتحادية، وهذا سيبعد الإشكاليات والطعون غير القانونية، أما بالنسبة إلى رواتب موظفي الإقليم فإنها ستدفع في أوقاتها المحددة من دون تأخير، اعتباراً من مطلع المقبل». وتضارب تصريحات المسؤولين الأكراد في ما إذا كان الاتفاق نهائياً». إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري، خلال مؤتمر صحافي عقده في بلجيكا عن ترحيب بلاده بالاتفاق واعتبره «خطوة في غاية الأهمية ستسهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة، والولاياتالمتحدة لديها مصلحة كبيرة في التقدم الذي أحرزته حكومة حيدر العبادي». ورحب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف بالاتفاق، وقال في بيان: «نتطلع إلى تنفيذ بنوده في أسرع وقت ممكن»، وتابع: «لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق من شأنه خدمة مصلحة العراق والشعب العراقي إلا من خلال الحوار المباشر والصريح»، ودعا السياسيين العراقيين إلى «مواصلة إبداء روح الوحدة».