دعا «حزب الاتحاد الديموقراطي» الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى ردع تركيا من شنّ هجوم عسكري على منطقة عفرين شمال سورية، فيما أكّد جناحه العسكري المتمثلّ ب «وحدات حماية الشعب»، جاهزيته للدفاع عن عفرين. وحضّ الحزب الكردي السوري في بيان أمس، الأممالمتحدة على «التحرك فوراً لتحويل المناطق الكردية إلى منطقة آمنة» غرب نهر الفرات وشرقه، وطالب المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والقانونية «بتحمل مسؤولياتها تجاه أكثر من مليون من الأهالي يقطنون عفرين». وأكّد «الاتحاد الديموقراطي» أن «كل مدن وقرى روج آفا (التسمية الكردية لمناطق الإدارة الذاتية في شمال سورية وشرقها) على أهبة الاستعداد للوقوف صفاً واحداً في وجه من يقف ضد إرادة الشعوب ومطالبها المشروعة». وتوعّد قائد «الوحدات» سيبان حمو ب «تطهير المنطقة من مصائب» تركيا، وأكّد أن قواته «جاهزة للدفاع عن روج آفا وعفرين تحديداً، كائناً من كان القائم بالهجوم». وأكد أن المقاتلين الأكراد «سيتمكنون من تطهير المنطقة من مصائب (الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)، كما تمكّنا سابقاً من تطهيرها من تنظيم داعش الإرهابي»، مضيفاً: «سنُفشل مخططات أردوغان القذرة، وسنحوّل تلك المخططات إلى مكتسبات كبيرة لشعوب المنطقة». ورأى القيادي الكردي أنه ليس بمقدور تركيا القيام بهجوم على عفرين إذا «لم توافق عليه كلّ من روسيا وإيران والولاياتالمتحدة والنظام السوري»، مضيفاً: «إذا ما تمّ الهجوم على عفرين، فإنّ الشعب الكردي سيطالب كلّ تلك الدول بتحمّل مسؤولياتها». وسبق هذه التصريحات خطاب لأردوغان توّعد خلاله ب «التخلّص من أوكار الإرهابيين واحداً تلو الآخر في سورية، بدءاً بمنبج وعفرين». وتقع هاتان المدينتان في مناطق خاضعة لسيطرة «الوحدات»، العمود الفقري ل «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، إلا أن أنقرة تعتبرها منظمة «إرهابية» مرتبطة ب «حزب العمال الكردستاني» في تركيا. إلى ذلك، هدّدت «الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون» الجيش التركي بالقتال إلى جانب الوحدات الكردية في حال هجومه على عفرين. وتعرّف «الجبهة الشعبية» عن نفسها بأنها مجموعة موالية لدمشق، تنشط في مناطق شمال غربي سورية، بقيادة تركي يحمل الجنسية السورية معروف باسمَي معراج أورال وعلي كيالي. ونشرت «الجبهة» بياناً أمس، أعلن استعدادها للمشاركة في المعركة ضد القوات التركية إذا هاجمت عفرين. وأتى في البيان: «نؤكد كما قاتلنا معاً مع حزب العمال الكردستاني عبر تاريخنا النضالي ضد الصهيونية الإسرائيلية والفاشية التركية، سنستمر في مواصلة هذا النضال ضد العقلية الإرهابية، ونؤكد أن عفرين ليست وحدها». وكانت تركيا ردّت بحدة على إعلان التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة الأحد الماضي، أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سورية، بالتعاون مع «قسد». وعلى رغم تأكيد «التحالف» أن الهدف من تشكيل هذه القوة هو «منع عودة تنظيم داعش»، تخشى تركيا أن تستقرّ هذه المجموعات في شكل دائم على حدودها. وكان أرودغان هدد الإثنين ب «وأد هذا الجيش الإرهابي في مهده»، وأكد جاهزية القوات التركية لشنّ عملية «في أي لحظة» ضد معاقل الأكراد في عفرين ومنبج، كاشفاً عن احتمال مشاركة فصائل من المعارضة السورية في العملية.