أكد رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) المكلف المهندس نظمي النصر أن الجامعة تضم منتسبين ينتمون إلى 80 جنسية، من كل دول العالم، وأن نسبة كبيرة من خريجيها غير السعوديين، بما يقترب من 60 في المئة، يستقرون في المملكة ويعملون فيها، على رغم عدم إلزامهم بهذا الخيار والقرار، غير أن كثيراً منهم يعمل الآن في الجامعات السعودية. وأوضح النصر، خلال لقاء إعلامي جمعه بعدد من الصحافيين أمس (الثلثاء) بمقر الجامعة، الشراكات التي أبرمتها إدارة كاوست مع الجامعات المحلية والجهات الحكومية المختلفة. وعرض خلال حديثه لمحات من بعض المخرجات في الجامعة من الطلبة والأكاديميين السعوديين، ونماذج من الشركات الجديدة التي خرجت من الجامعة، في إطار الاقتصاد المعرفي الذي تتبناه «كاوست» وتعمل في حقله، ولمحة عن أبرز الإنجازات البحثية لمنتسبيها ومراكزها التخصصية. وتحدث النصر عن بعض منجزات الجامعة، بعد بلوغها السنة الأكاديمية التاسعة، وأشار إلى تركيزها منذ انطلاقتها على مسألة الانتقال من مرحلة إلى أخرى، وتحققت لها ثلاث نقلات طوال سنواتها التسع التي هي عمرها حتى الآن، ففي المرحلة الأولى أنجز العمل على بناء مراكز الأبحاث والمدينة الجامعية، بعدها اهتمت المرحلة الثانية، وهي الأكثر أهمية وجدية، بالبدء في مرحلة الأبحاث، وأما المرحلة الثالثة التي تجري الآن، وهي تخريج مخرجات الجامعة إلى العالم، فتتضمن تخريج الطلبة وجودة البحث وكيفية تحول أبحاث واكتشافات الجامعة إلى مشاريع اقتصادية واستثمارية. وإجابة على سؤال «ماذا أنجزت كاوست»؟ قال النصر: «جودة البحث، وهذا مقياس مهم لأية جامعة بحثية، فخلال عامي عام 2015 - 2016 حصلت الجامعة على المرتبة الأولى في العالم، ونحن فخورون بهذا المستوى، ثم الجوائز العلمية العالمية التي تعطى للعلماء المنتسبين إلى الجامعة، وفي العامين الأخيرين جاء ثمانية من جامعة كاوست ضمن ال50 عالماً. وعن خريجي الجامعة ومصيرهم بعد التخرج، قال النصر: «لدينا عدد لا بأس به من خريجي الجامعة تم قبولهم في جامعات عالمية، مثل «إم إي تي»، كما أن المملكة استفادت من الاكتشافات وبراءة الاختراعات التي تصدر عن الجامعة ومرافقها المتخصصة، إذ تمكنت الجامعة من تأسيس 35 شركة ناتجة من اختراعات يملكها طلاب وعلماء وأعضاء هيئة تدريس. وفي سياق آخر قال النصر إن مبادرة الإثراء الشتوي، التي يجري تنفيذها الآن في أروقة الجامعة وتحمل موضوع «مستقبل الإنسان والآلة»، فكرة انبثقت من الجامعة وبنت عليها، قبل بناء الجامعة بعام ونصف العام، مؤكداً أن بها إثراء ثقافياً وعلمياً وفنياً وأدبياً. وأضاف: «البرنامج هو التاسع منذ افتتاح الجامعة، ونتعلم منه كل عام، ونحن نتطور مع هذا البرنامج، وكان هدفاً رئيساً لنا، وكان همنا أن نوسع القاعدة في الوطن كافة، بحيث نتمكن من جذب أكبر عدد من المواطنين في المملكة رجالاً، ونساء صغاراً وكباراً، إذ نعيش في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في تفاعل مستمر مع الآخرين. ونريد أن يأتي الجميع إلى كاوست ويتعرفوا على البلد العظيمة المملكة العربية السعودية»، وخاطب الحاضرين من السعوديين في المؤتمر بحمل رسالة كاوست إلى وطنهم، «لأن نجاحنا جزء من نجاح المملكة فلننجح معاً». وأشار النصر إلى أن المبادرة تمكنت في نسختها العام الماضي من جذب نحو 400 مواطن، ولكنها حققت هذا العام ضعف الرقم بتخطيها حاجز ال850 سعودياً، نتيجة الجهد الكبير والسعي الدؤوب من المنظمين في التنسيق والتطوير وغيرها. وتابع: «يهدف البرنامج إلى فتح عقل وقلب وروح الجامعة إلى المجتمع السعودي، إذ فتح المجال لبثه مباشرة عبر «إنترنت» وبإمكان كل مواطن الحصول على فرصة مشاهدته عبر «يوتيوب»، كما أننا نستقبل في كل عام كثيراً من الاقتراحات والملاحظات التي نوليها كبير الاهتمام والعناية، ونأخذها في الاعتبار، وأن البرنامج محل سعادة وفخر لكل مواطن سعودي، وأنا منهم، وهدفنا جعل مثل هذه البرامج منتشرة موجودة في كل جامعات المملكة، ونريد لكل زائر أن يخرج من هنا وقد استفاد وتعلم واستأنس بالبرامج المقدمة في فنون العلم المختلفة».