شاركت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) في يوم التوظيف الذي نظمته الملحقية الثقافية السعودية في لندن على هامش الاحتفال بتخريج 3500 مبتعث إلى المملكة المتحدة، بهدف استقطاب صفوة دارسي العلوم والهندسة بينهم لاستكمال دراستهم في الجامعة. وقال نائب الرئيس التنفيذي للجامعة نظمي النصر ل«الحياة»، إن (كاوست) حريصة على المشاركة في لقاءات توظيف المبتعثين السعوديين، سواء في الولاياتالمتحدة أو بريطانيا أو كندا «بهدف التعرف على الطلاب ونوعياتهم وأفكارهم وتطلعاتهم المستقبلية، والبحث عن المواهب السعودية الناشئة والمتفوقة من الطلاب المتخرجين، باعتبار ذلك هدفاً من أهداف الجامعة وحاجاتها». ورأى أن العلاقة بين الجامعة وبرنامج الابتعاث «تكاملية، فمشروع الابتعاث أحد أهم مصادر طلابنا». وأضاف: «استقطبنا بعض العقول من الدارسين السعوديين في دول مختلفة لدراسة الماجستير والدكتوراه في الجامعة. وبقدر حرصنا على البحث عن العقول السعودية المميزة، نحن حريصون على أن نجد ونستقطب العقول ذات المستوى المتفوق جداً. معاييرنا في الجامعة عالية جداً. ونبحث عن أفضل واحد في المئة. نحن مهتمون بالنوعية أكثر من الكمية. لم نختر طالباً إلا بناء على كفاءته». وأقر بأن الخيار المبدئي للخريجين يكون عادة استكمال الدراسة في الخارج، وهذا ما قصده برنامج خادم الحرمين للبعثات، وهذا أحد التحديات التي تواجه الجامعة، لكننا نعتبره تحدياً جميلاً لأنه يفرض علينا منح الطلاب المتفوقين ما يساوي بل ويزيد على ما تقدمه الجامعات خارج المملكة. نعتقد بأن ما نعرضه من مستوى علمي يزيد أحياناً عن مستوى جامعات عالمية». وأوضح أن «لدينا أعضاء هيئة تدريس على مستوى عالٍ جداً، المختبرات والمعامل على أعلى مستوى على وجه الأرض، إضافة إلى التنوع الذي يصبو إليه من يسافر إلى الخارج. لدينا أكثر من 60 جنسية من جامعات عالمية». ولفت إلى أن «جامعة الملك عبدالله مدينة متكاملة، وبيئة متوازنة تحترم أولاً وأخيراً عاداتنا وتقاليدنا. وكثير من طلابنا يراها بيئة محترمة وسطية، وهو ما يمنح بديلاً لا يوجد داخل المملكة ولا خارجها». وأشار إلى أن تركيز الجامعة «منصب على الإثراء العلمي والبحثي وما تستفيد منه المملكة. مهمتنا الرئيسة أن تفيد نتائج أعمال الجامعة الاقتصاد السعودي في الانتقال إلى اقتصاد المعرفة». وأضاف أن «الجامعة خرّجت أكثر من 650 من حملة الماجستير وتخرج 10 من حملة الدكتوراه العام الماضي، ودخلوا في الاقتصاد السعودي». وأوضح أن الجامعة تركز على أربعة محاور للبحث، وهي الماء والغذاء والطاقة والبيئة «ولكل منها خطة بحث متكاملة للبحث عن أجوبة تستغرق أعواماً من العمل. وفي رحلة البحث هناك اختراعات واكتشافات يتطور بعضها إلى براءات اختراع تتحول إلى شركات تخدم الاقتصاد السعودي، وهذه هي دورة اقتصاد المعرفة التي تترجمها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية». ولفت إلى أن «هناك أكثر من 350 اكتشافاً في الجامعة، منها نحو 160 نطمح في الحصول على براءات اختراع لها، وهي رحلة تستمر نحو ثلاثة أعوام». وأشار إلى أن «هناك تنسيقاً وتعاوناً قوياً وعميقاً شبه يومي بين الجامعة والجامعات السعودية الأخرى والشركات الصناعية الكبرى»، موضحاً أن شركات كبرى مثل (سابك) و(أرامكو) في طور «بناء مراكز أبحاث كبيرة ومتعمقة في الجامعة، وهذا دليل على ثقة الصناعة في الجامعة». وأضاف أن جامعة الملك عبدالله تركز أيضاً على «استقطاب خريجي الجامعات السعودية المتفوقين»، كما أن الجامعة تتعاون مع مؤسسة (موهبة) لرعاية طلاب الثانوية المتفوقين وإرسالهم إلى الخارج للحصول على درجة البكالوريوس ثم العودة إلى المملكة لدراسة الماجستير والدكتوراه، لافتاً إلى أن هذا البرنامج أفاد نحو 40 طالباً العام الماضي «وهو استثمار طويل الأمد يستغرق نحو 12 عاماً لتخريج علماء المستقبل. وهناك طلاب أوفدناهم إلى الولاياتالمتحدة وعادوا يدرسون الماجستير في الجامعة».