تزداد الدعوات في المملكة المتحدة لإعادة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما تظهر بعض الاستطلاعات أن التصويت سيكون في مصلحة مؤيدي البقاء في الاتحاد. ووافق النائب البريطاني نايجل فراج، وهو الأكثر حماسة ل «بريكزيت»، على الدعوة «لإسكات الرافضين نهائياً»، وقال لصحيفة «دايلي تلغراف»: «كي أكون واضحاً لا لأريد استفتاء ثانياً، لكنني أخشى أن يفرض البرلمان ذلك على البلاد». وجدد رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أمس، ترحيبه بعودة بريطانيا عن موقفها، مؤكداً أن الاتحاد «ما زال منفتحاً على هذا الأمر». وأضاف: «إذا أصرّت لندن على قرار الانسحاب، سيصبح بريكزيت واقعاً بكل عواقبه السلبية في آذار (مارس) 2019، إلا إذا غيّر أصدقاؤنا البريطانيون رأيهم». وزاد: «القارة الأوروبية تفتح قلوبها لكم». وأدلى رئيس المفوضية جان كلود يونكر بتصريح مماثل، موضحاً أن «تاسك أكد أن الباب ما زال مفتوحاً». وأضاف: «أود أن تسمع لندن هذا الأمر بوضوح»، مذكراً بقول وزير البريطاني المكلف شؤون «بريكزيت» ديفيد ديفيس: «إذا لم تستطع الديموقراطية أن تغيير رأيها، فهي تتوقف عن كونها ديموقراطية». يذكر أن حزب الليبراليين الديموقراطيين وقوى أخرى مؤيدة لأوروبا في بريطانيا دعوا مرات إلى إجراء استفتاء ثان «لأن الناخبين البريطانيين لم يكونوا مدركين عواقب قرارهم خلال تصويتهم في 23 حزيران (يونيو) 2016». واعتبر هؤلاء إن مؤيدي البقاء في الاتحاد الأوروبي ركزوا خلال حملتهم الدعائية على سلبيات «بريكزيت»، من دون توضيح إيجابيات البقاء في الاتحاد، «ما ساهم في تضليل الرأي العام الذي اعتبر معظمه أن بروكسيل تتحدى الإمبراطورية، والذي زاده خوض حزب المحافظين صراعاً داخلياً على الزعامة دفع احد المرشحين، وهو وزير الخارجية الحالي بوريس جونسون المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي، إلى تكرار أن بريطانيا تملك مستقبلاً باهراً خارج الاتحاد الأوروبي والسوق الموحدة والاتحاد الجمركي، وستصبح أعظم دولة على وجه الأرض من دون أن تدفع أي ثمن للطلاق». وأضافوا: «اثبت الواقع خطأ هذه التصريحات، إذ قدمت حكومة تيريزا ماي تنازلات كثيرة إلى الاتحاد في مقابل السماح لبريطانيا بالبقاء في السوق المشتركة والاتحاد الجمركي، ووافقت على دفع أكثر من 39 بليون جنيه إسترليني ثمناً للطلاق». كذلك أشار مؤيدو أوروبا إلى حزب العمال بزعامة جيريمي كوربن «كان منقسماً على نفسه خلال استفتاء حزيران 2016. ولم يُطلق زعيمه الذي يتمتع بشعبية كبيرة حملة واسعة لتأييد البقاء في الاتحاد، وهو معروف بأنه من أشد المعارضين لبروكسيل منذ سنوات طويلة وصوّت سابقاً ضد الانضمام إلى الاتحاد». ووسط هذه الفوضى داخل الحزبين الكبيرين وإدراك معظم البريطانيين أن خروجهم من الاتحاد الأوروبي لن يُعيد إليهم مجدهم الإمبراطوري، تصبح دعوة تاسك لندن إلى إعادة النظر في قرارها واقعاً يجب أن تنظر فيه بجدية تيريزا ماي ومجلس العموم (البرلمان).