تعود عجلة كأس ملك إسبانيا لكرة القدم للدوران من جديد بمواجهات الذهاب لدور الثمانية والتي سيبحث خلالها أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في الليغا، برشلونة وأتلتيكو مدريد وفالنسيا على الترتيب، عن استمرار عروضهم القوية والفترة الجيدة التي يمرون بها، بينما سيحاول ريال مدريد الخروج من كبوته والعودة إلى درب الانتصارات من جديد. وعلى رغم بدايته الكارثية للموسم وخسارة كأس السوبر الإسباني على يد غريمه التقليدي ريال مدريد بإجمالي المواجهتين (5-1)، انطلق قطار برشلونة مسرعاً، تحت قيادة مديره الفني ارنستو فالفيردي، نحو حصد النتائج القوية سواء في بطولتي الدوري، التي يتصدرها منفرداً برصيد 51 نقطة وبفارق 9 نقاط كاملة عن ملاحقة أتلتيكو مدريد، أو حتى في دوري الأبطال، إذ سيواجه تشلسي الإنكليزي في ثمن النهائي. ومنذ خسارة لقب السوبر، لم يتذوق الفريق الكتالوني طعم الخسارة خلال 23 مباراة، بين الليغا والكأس، محققاً 19 انتصاراً و4 تعادلات، وسيواصل بحثه عن استمرار هذا السجل الرائع والحفاظ على لقب الكأس للعام الرابع على التوالي. وسيدخل البرشا مواجهة «الدربي» الكتالوني أمام جاره إسبانيول بمعنويات كبيرة بعد الانتصار الصعب الذي حققه في عقر دار ريال سوسييداد (أنويتا) بنتيجة (2-4) بعد أن كان متأخراً بهدفين نظيفين، بل وإنهاء عقدة لازمته في الليغا على هذا الملعب على مدار 11 عاماً. وما يعزز حظوظ برشلونة في اللقاء حقيقة تقول إنه لم يخرج من المسابقة التي يحمل لقبها أمام إسبانيول منذ مباراة دور ال16 بينهما في موسم (1960-61)، بينما لم يحقق إسبانيول أي فوز في مباراة رسمية منذ 21 فبراير (شباط) 2009. وستلعب مباراة الذهاب بين الطرفين على ملعب إسبانيول «كورنيلا إل برات» غداً (الأربعاء)، بينما سيحتضن «الكامب نو» مباراة الإياب الأسبوع المقبل. أما أتلتيكو مدريد، فهو بصدد المباراة الأصعب في هذا الدور أمام إشبيلية على رغم سلسلة النتائج السيئة التي يمر بها الفريق الأندلسي الذي لم يحقق أي انتصار في الليغا خلال خمس جولات متتالية. وعلى رغم من رحيل مدرب الفريق، الأرجنتيني إدواردو بيريزو، وقدوم الإيطالي فينتشينزو مونتيلا، إلا أن بصمات الأخير لم تظهر بعد على الفريق الذي تكبد خسارة قاسية أمام جماهيره الجولة قبل الماضية أمام جاره اللدود ريال بيتيس (3-5) في «دربي الأندلس». إلا أن رغبة الفريق في الخروج من هذا النفق المظلم والعودة سريعاً لحصد الانتصارات هو ما يصعب مهمة رجال الأرجنتيني دييغو سيميوني في مهمة البحث عن بطاقة العبور للمربع الذهبي. وكانت آخر مواجهة جمعت بين الفريقين في هذه المسابقة في نصف نهائي موسم (2012-13) والتي شهدت تأهل الفريق المدريدي للنهائي بإجمالي المواجهتين (4-3)، ومن ثم حصد اللقب على حساب ريال مدريد في عقر داره «سانتياغو برنابيو». وستجمع ثالث المواجهات بين ريال مدريد وليغانيس، إذ ستقام مباراة الذهاب يوم الخميس المقبل على ملعب «بوتاركي»، بينما سيحتضن البرنابيو مباراة الإياب الأسبوع المقبل. وتتمثل أهمية المباراة لرجال الفرنسي زين الدين زيدان في أنها تعد بمثابة الخروج من عنق الزجاجة بعد نتائج الفريق السيئة في الليغا هذا الموسم، وآخرها الخسارة أمام جماهيره على يد فياريال بهدف نظيف يوم السبت الماضي. وما يزيد من صعوبة المباراة على الميرينغي هي مسيرة الفريق منذ بداية المسابقة وعجزه عن الفوز في مباراتي إياب دور ال32 وثمن النهائي على ملعبه على رغم من مواجهته لمنافسين متواضعين وهما فوينلابرادا ونومانثيا على الترتيب. وسبق أن التقى الفريقان مرتين في الكأس كانت الغلبة فيهما للريال ولكن بصعوبة، وهو ما ينبئ بأن الجار المدريدي الصغير لن يكون لقمة سائغة. وتكتمل مواجهات ربع النهائي بمواجهة فالنسيا وديبورتيفو ألافيس، وصيف البطل. ولا شك في أن فالنسيا يقدم عروضاً قوية منذ بداية الموسم تحت قيادة مارسيلينو غارسيا تورال ويضع آمالاً كبيرة على هذه البطولة التي لم يفز بها منذ موسم (2007-2008)، لاسيما أن برشلونة أفصح علنا عن نيته في استعادة لقب الليغا.