أكدت طالباتٌ في قسم القانون بكلية دار الحكمة في جدة ل «الحياة» أنهن بدأن في ممارسة مهنة المحاماة من طريق الاستشارات القانونية التي يقدمنها إلى صديقاتهن وأسرهن، إضافةً إلى شركاتٍ تجارية خاطبتهن للعمل لديها. وأضفن أنهن قمن بزياراتٍ إلى عدد من الجهات الحكومية كتجربةٍ ميدانية، أبرزها زيارتهن لسجون بريمان في محافظة جدة، ومقر مجلس الشورى في وقت سابق. وقالت الطالبة ياسمينا محمد هاشم إن لديها رغبةً وحباً للعمل في المحاماة منذ بداية تعليمها الابتدائي، مشيرةً إلى أن المشكلة التي يواجهنها هي ليست في منح وزارة العدل تراخيص للمحاماة بل في نظرة بعض فئات المجتمع لكيفية عملهن. وأضافت أن حبها لمهنة المحاماة جعلها تتحمل كل العقبات التي واجهتها، مطالبةً بضرورة تقنين الأحكام الشرعية، إضافةً إلى تذليل بعض الصعوبات التي لا تزال تلاحقهن بسبب عملهن كمحاميات. وأشارت إلى أنها زارت سجن بريمان، ومجلس الشورى، واكتسبت الكثير من التجارب أثناء دراستها في كلية دار الحكمة من خلال المحاضرات التي كان يقدمها مختصون في القانون. من جهتها، أوضحت الطالبة صبا عبدالعزيز ناصر أن دخولها قسم القانون جاء بدافع المساعدة والمشاركة في مجال حقوق الإنسان، خصوصاً أنها كانت تعمل في جمعية خيرية للأطفال المصابين بالسرطان، وكانت تلحظ كيف يتم التعامل معهن في ذهابهن إلى المستشفيات، ما دفعها إلى اقتحام مهنة المحاماة، ودراسة القانون في كلية دار الحكمة. وأضافت قائلةً: «فكرة دراسة البنات للقانون كانت غير مقبولة في المجتمع، لكنني اقتنعت بأن لدي القدرة والكفاءة لأكون محامية، كما أن حاجة الوطن للمحاميات، دفعتني لتحدٍ مع نفسي لإثبات مواصلة دراسة القانون». ولفتت صبا إلى أنها وزميلاتها بعد ممارسة بعض أساسيات المحاماة، لمسن أن وجودهن مهم، وتغيرت النظرة، إذ إن المنتقدين لدراسة القانون باتوا يكيلون المديح لهذا التخصص، مشيرةً إلى أنها ترغب في دراسة القانون الدولي الخاص لتكون واجهةً مشرفة للسعودية من خلال خدمتها في أي مكان. وقالت إنها قدمت استشارات قانونية لأسرتها وبعض صديقاتها في بعض المواضيع والقضايا الخاصة بهن، لافتةً إلى عقود تجارية عرضت عليها، وقدمت فيها استشارة قانونية بحكم دراستها، لافتةً إلى أن إحدى الشركات الصينية كانت ترغب في التعاقد معها كمستشارة قانونية لفروعها في جدة. وفي السياق نفسه، أوضحت الطالبة نسمة سامي قطبي أن القانون مجال غريب، وليس متاحاً لأي أحد، لافتةً إلى أنها درست في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة في السنة الأولى، لكنها فوجئت عندما أرادت أن تتخصص، بعدم وجود قسمٍ للقانون في الجامعة، وانتظرت حتى تمكنت من الالتحاق بكلية دار الحكمة. وقالت إن دراسة القانون تجربة رائعة، خصوصاً أنها تدرس حالياً القوانين البريطانية، وأن لديها رغبةً في كتابة بحوثٍ في القانون الجنائي. وأضافت أن 60 في المئة من المجتمع السعودي غير متفائلين بعمل المرأة في المحاماة، في حين ترى النسبة الأخرى أن المحاميات قادرات على شغل الأقسام النسائية في الاختصاص ذاته بكل جدارةٍ واستحقاق، موضحةً أنها تقدم استشارات قانونية لوالدها الذي يعمل في مجال العقار، وأنها بسبب ذلك باتت مصدر فخرٍ له.