أولان- أ ف ب - في القرن الثالث عشر، في قصر كزانادو الأسطوري، عاش الإمبراطور المنغولي قبلاي خان مع حريمه اللواتي كنّ يرتدين فساتين الحرير ومعاطف الفرو والحلي المرصعة بأحجار كريمة. وراهناً ينغمس الأثرياء الجدد في منغوليا، الذين جمعوا ثروتهم بفضل موارد المناجم الوفيرة، في عالم السلع الفخمة والفاخرة. وفتحت ماركات عالمية لمنتجات فاخرة مثل «لوي فيتون» و»آرماني» و»هوغو بوس» متاجر في وسط العاصمة أولان باتور، التي يقطنها ثلث سكان البلاد. وتظهر في شوارع العاصمة، حيث تنتشر الحفر، سيارات رباعية الدفع وأخرى رياضية أوروبية. ويقول التاجر سيزهوغين ناسانتولغا إن «قطاع الموضة يتطور في موازاة الاقتصاد المنغولي، ويحظى الناس بمزيد من الأموال لإنفاقها، ويفضلون إنفاقها هنا بدلاً من الذهاب إلى الخارج للتسوق». ويتوقع صندوق النقد الدولي تسجيل نمو بحدود 10 في المئة في 2011 في منغوليا، إلا أنه يحذر من «تضخم». ويضيف: «المنغوليون لديهم حس كبير بالموضة وهم يبحثون دوماً عن السلع العالية الجودة، الناس هنا يحبون عرض سياراتهم وهم فخورون بارتداء أجمل ما يمكنهم الحصول عليه». علماً أن القطاع العقاري يشهد أيضاً بروز طبقة ميسورة في منغوليا. غالبية متاجر المنتجات الفاخرة، في أولان باتور، مقرها البرج المركزي، وهو مبنى جديد يضم مكاتب، ويحاذي ساحة سوخباتار حيث تأسست الدولة المنغولية الحديثة العام 1921. ويتناقض هذا الغنى الملفت مع وضع غالبية المنغوليين الذين يتقاضون أجوراً زهيدة ويعملون في ظروف قاسية، في المناجم وتربية المواشي أو في تجارة السلع المستوردة من الصين. فمتوسط الأجر الشهري لموظفي المكاتب في العاصمة يصل إلى 250 دولاراً، والحد الأدنى للأجور 115 دولاراً شهرياً فقط.