أمر جهاز الكسب غير المشروع أمس بحبس سوزان مبارك، زوجة الرئيس السابق حسني مبارك، 15 يوماً على ذمة التحقيقات التي تجرى معها بتهمة «الفساد وتضخم الثروة»، لتواجه مصير نجليها علاء وجمال، اللذين يقضيان فترات بالحبس في سجن طره، في الوقت الذي أمر الجهاز بحبس مبارك 15 يوماً. وعُرف عن سوزان مبارك أنها لعبت دوراً في تعيين وزراء ودعمهم للاستمرار في حقائبهم الوزارية، وطالما تردد أن ضمان رضاها يؤمن البقاء في الوزارة، ويقول مقربون من مؤسسة الرئاسة أن سوزان كانت تدفع باتجاه «شروع توريث الحكم» من مبارك إلى نجله جمال، على رغم رفض مبارك نفسه. وكان محققون في جهاز الكسب غير المشروع قرروا في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس (الخميس) حبس الرئيس السابق حسني مبارك أيضاً 15 يوماً على ذمة التحقيق، بعدما أسندوا إليه اتهامات تتعلق باستغلاله وزوجته لصفته الوظيفية كرئيس للبلاد في تحقيق ثروات طائلة، لا تتفق ومصادر الدخل القانونية لهما. وقال مصدر قضائي إن سوزان مبارك ستُرحل من منتجع شرم الشيخ إلى القاهرة، حيث سجن القناطر المخصص للسيدات، لتمضية فترة الحبس الاحتياط على ذمة التحقيقات التي يباشرها الجهاز معها، وسيظل الرئيس السابق رهن الحبس الاحتياط في المستشفى التي يتلقى فيها العلاج في شرم الشيخ، حيث سبق للنيابة العامة حبسه وتجديد حبسه على ذمة قضايا تتعلق بارتكابه لجرائم فساد وإصدار أوامر بقتل المتظاهرين في أحداث ثورة 25 يناير. وأفيد أن مبارك وقرينته وقعا أثناء التحقيقات التي أجريت معهما الخميس والجمعة على إقرار باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية للكشف عن سرية حساباتهما المصرفية في الداخل والخارج، وحجم ما تحتويه تلك الحسابات من أرصدة، وتحديد العملات التي تتكون منها تلك الأرصدة. وقرر فريق المحققين في الجهاز، الذي تولى مواجهة مبارك وقرينته بتهم الكسب غير المشروع، انتداب لجنة فنية للوقوف على مدى صحة ما قدم من مستندات والدفوع التي قدمها مبارك وزوجته في شأن ما هو منسوب إليهما من تضخم في ثرواتهما على نحو غير مشروع، استجلاء لحقيقة تلك المستندات وبيان ما إذا كانت تحتوي معلومات صحيحة أم لا. وواجه المحققون الرئيس السابق بملكيته لفيللا في منتجع شرم الشيخ، يقدر ثمنها المبدئي بنحو 36 مليون جنيه من دون أن تدخل فيها قيمة حمام السباحة التابع لها، وأعمال تنسيقية أخرى جرت للموقع، حيث تقرر تشكيل لجنة فنية من الخبراء المتخصصين لتقدير قيمتها. كما تم خلال التحقيقات مواجهة مبارك بقيامه بوضع حساب مكتبة الاسكندرية، الذي يضم رصيداً قدره 145 مليون دولار، تحت تصرفه الشخصي سحباً وإيداعاً في «البنك الأهلي المصري فرع مصر الجديدة»، فيما تمت مواجهة سوزان مبارك بملكيتها لفيلا في القاهرة ومبلغ 20 مليون جنيه في أحد المصارف لم تكن مثبتة بإقرار ذمتها المالية. يُذكر أن سوزان مبارك وُلدت في محافظة المنيا (جنوب مصر) وتخرّجت من الجامعة الأميركية في القاهرة وحازت رسالة ماجستير في علم الاجتماع، وشكّلت الكثير من المجالس والمراكز ورأستها، ومنها المجلس القومي والمجلس القومي للأمومة والطفولة وجمعية الرعاية المتكاملة، كما ترأست مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر المصري.