حزن وأسى وقلة حيلة اجتمعت سوياً لتشكل عوائق مؤلمة تقف في طريق مواطن سعودي في العقد الرابع من العمر، وحالت دون إنهاء معاناة طفله (7 أعوام)، الذي حرم من الذهاب إلى المدرسة بعد معاناة طويلة مع المرض. منذ ولادة الطفل «رايف» وهو يعاني من قصور كلوي بسبب عيوب خلقية، فهو لا يملك سوى كلية وحيدة أصيبت أخيراً بضعف شديد، ما يشكل خطراً على حياته. وعلى رغم أن حال الطفل حرجة للغاية بحسب تقارير طبية صادرة من مستشفى الملك فيصل التخصصي، وتحتاج تدخلاً جراحياً عاجلاً في أحد المستشفيات المتخصصة في الخارج، إلا أن والده لا يزال يقف موقف المتفرج وهو يرى ابنه يتألم بشدة نتيجة «القربة» التي لا تفارقه ويموت ببطء، أمامه من دون أن يكن بمقدوره أن يساعده فهو لا يستطيع فعل شيء في ظل ظروفه المالية التعيسة التي يعيشها. ويقول سند الشمري (والد رايف): «ابني في حاجة ماسة إلى تدخل جراحي، خصوصاً وأن حاله الصحية تردت كثيراً، ففي الآونة الأخيرة بات يعاني من ارتداد البول، ولا يمكن أن يفارقه «الكيس» المتصل بأنبوب، بسبب أنه يعاني من عيوب خلقية في المسالك البولية ولا يملك سوى كلية يمنى وحيدة تعاني من قصور شديد». ويضيف: «نصحنا الأطباء بسرعة إجراء جراحة دقيقة من خلال ربط الطريق البولي المصاب بواسطة الإحليل لتحسين وظيفة المثانة البولية»، موضحاً بأن هذه الجراحة الدقيقة لا يستطيع القيام بها على مستوى العالم سوى مستشفى متخصص في ألمانيا. ويتابع سند: «بادرنا إلى إرسال التقارير الطبية الخاصة بابني إلى المستشفى وأبدى المستشفى قبوله للحالة، وأفادنا بإمكان علاج رايف، لكنه شدد على ضرورة سرعة إجراء الجراحة قبل تدهور حال الطفل أكثر مما هي عليه الآن»، مشيراً إلى أنه أصيب بصدمه كبيرة عندما علم أن تكاليف الجراحة تقدر ب 30 ألف يورو أي ما يعادل 150 ألف ريال. عقدة الشعور بالذنب تطارد والد رايف، فهو يرى أن الحال المادية التي تعيشها أسرته قد تسببت في سوء الوضع الصحي الذي يقاسيه ابنه، «أنا عاطل عن العمل وأسكن منزلاً بالإيجار وأعول أسرة كبيرة مكونة من سبعة أشخاص، بينهم فتاتين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلاوة على كل ذلك ليس لدي مصدر دخل مادي سوى معاش الضمان الاجتماعي البالغ 2500 ريال»، متسائلاً: «كيف أستطيع علاج ابني وأوفر هذا المبلغ وأنا أرزح تحت وطأة الظروف المادية الصعبة؟».