أعلن الجيش الروسي اليوم (الأربعاء)، في جريدته الرسمية أن الطائرات المسيرة التي هاجمت الاسبوع الماضي القواعد الروسية في سورية انطلقت من محافظة إدلب حيث يشن النظام السوري هجوماً أثار توتراً بين روسياوتركيا وإيران. وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أول من أمس أن «عشر طائرات من دون طيار محملة متفجرات» هاجمت قاعدة «حميميم» الجوية الروسية الأسبوع الماضي، فيما هاجمت ثلاث طائرات أخرى قاعدة الاسطول الروسي في طرطوس في سورية من دون أن يؤدي ذلك إلى سقوط ضحايا أو أضرار. وقالت وزارة الدفاع: «لقد تبين أن الطائرات المسيرة اطلقت من بلدة الموزرة الواقعة جنوب غرب منطقة ادلب المشمولة باتفاق خفض التوتر والخاضعة لسيطرة مجموعات مسلحة من المعارضة المعتدلة»، وفق صحيفة «كراسنايا زفيزدا» اليوم. ومحافظة ادلب (شمال غرب) الواقعة على الحدود مع تركيا هي الوحيدة الخارجة بالكامل عن سيطرة دمشق. وهي تحت سيطرة «هيئة تحرير الشام» (النصرة سابقاً). وتتعرض المحافظة حالياً لهجوم يشنه النظام أثار توتراً بين روسياوايران، حليفتا نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وتركيا الداعمة للمعارضة، قبل نحو ثلاثة أسابيع من اجتماع سلام ينظم بمبادرة من هذه الدول في منتجع سوتشي البحري في روسيا. وإثر الهجوم توجهت وزارة الدفاع الروسية لرئيس أركان الجيش ورئيس جهاز الاستخبارات التركي لتأكيد «ضرورة احترام أنقرة التزاماتها الهادفة إلى ضمان وقف اطلاق النار في منطقة خفض التوتر في ادلب». ودعت تركيا إلى «منع وقوع هجمات مماثلة من طائرات مسيرة» وفق ما أوردت صحيفة «كراسنايا زفيزدا». وأمس، استدعت وزارة الخارجية التركية سفيري ايرانوروسيا في أنقرة للاحتجاج على الهجوم الذي يشنه النظام السوري على محافظة ادلب في شمال غربي سورية، وفق ما أفادت مصادر ديبلوماسية. وتتهم تركيا النظام السوري باستهداف مقاتلي المعارضة «المعتدلة» تحت غطاء العملية العسكرية ضد المتشددين معتبرة ان هذه التطورات يمكن ان «تقوض» المساعي الهادفة لانهاء النزاع. ويأتي هجوم القوات السورية قبل أسابيع فقط من عقد اجتماع يومي 29 و30 كانون الثاني (يناير) الجاري يضم ممثلين عن النظام والمعارضة في سوتشي، على أمل التوصل إلى حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 340 الف قتيل منذ اندلاعه في 2011. وبعد أكثر من عامين من تدخل القوات الروسية لدعم نظام الرئيس بشار الاسد، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتصف كانون الأول (ديسمبر) الماضي انسحاباً جزئياً للقوات المنتشرة في سورية. لكن روسيا لا تزال تحتفظ بثلاث كتائب من الشرطة العسكرية وقاعدتي «حميميم» و«طرطوس» في غرب سورية.