رفض اختصاصي الطب النفسي الدكتور جمال طويرقي، أن «يقوم الطبيب بتحديد عمر المريض المتبقي له في الحياة»، مشيراً إلى أهمية أن «يمتلك الطبيب ملكة القدرة على التواصل مع المريض بحسب مستواه العقلي»، مضيفاً أن «إخبار المريض بتوقعات انتهاء عمره أمر مرفوض. كما أنه ليس في مقدور الطبيب التنبؤ بموعد حلول الأجل، ومتى يموت الإنسان أو يحيا». وشدد على أن «الطبيب ليس إلهاً، والحياة والموت بيد الله»، مضيفاً أن «المشكلة أحياناً، تكمن في أن بعض الأطباء، يتوقع أن عليه مصارحة المريض، هل سيعيش أم سيموت، من أجل إعطائه فرصة لكتابة وصيته، واستيفاء ديونه وتنظيم وضعه الاجتماعي والمالي، بيد أن البعض يمكن أن يخسر حياته لهذا السبب، لذا الأفضل تجنبه». لافتاً إلى ضرورة «مراعاة مدى قابلية المريض لتقبل الخبر، واتباع الطرق النفسية السليمة أثناء ذلك». وعدد بعض الحالات منها أن يكون «كل من الطبيب والمريض عالمين بوجود المرض، بيد أن كلاهما يجهل معرفة الآخر بذلك، ويظهر خلافه، ثانياً أن يكون المريض يعلم منذ البدء، والطبيب لا يعلم، ثالثاً أن يكون الطبيب يعرف والمريض ليس كذلك، وهذا ما يحوي إشكالية، إذ يتطلب الأمر في هذه الحالة تبليغه بالأمر، رابعاً أن يكون كل من الطبيب وذوي المريض ملمين بالخبر، في حين يجهل المريض، خامساً عندما يرفض المريض، والأهل معاً معرفة حقيقة المرض». وشدد على أن «إيصال الخبر للمرضى، يعتمد على مستوى ثقافتهم وثقافة المجتمع»، موضحاً أن «مجتمعنا مثلاً يؤمن بالعين والسحر، فيما توجد مجتمعات لا تؤمن بذلك»، مشدداً على مراعاة طبيعة المريض حال نقل الخبر إلى المريض، لأن ثمة مريضاً حساس، وآخر عقلاني ومؤمن، وهناك مزاجي». وذكر ان «عوامل مثل هذه تتحكم في آلية الطبيب في التبليغ»، لافتاً إلى «وجود مرضى يمكن أن يفقدوا حياتهم نتيجة تعرضهم لصدمة معرفة الخبر». ودعا لاتباع عدد من الوسائل والطرق في التبليغ، وتحيّن الفرصة المناسبة، مشيراً إلى أهمية «نقل الخبر بالتدريج، ومراعاة واحترام رغبة الأهل في عدم إطلاع المريض، ورغبة المريض في عدم إطلاع أحد»، وأكد أهمية أن «يلتفت الطبيب لمدى قابلية المريض لتقبل الخبر، ومدى إدراكه لما يتم نقله إليه، ومدى حاجته للتدرج في نقل المعلومة، إضافة إلى محادثته بلغة يفهمها بحسب مستواه، وما يرغب في الاطلاع عليه من معلومات»، متمنياً إدخال خدمة الاستعانة بمرشدين دينيين في توصيل الخبر ومواساة المريض وأهله، كما يحدث في الغرب، وذلك في حال تأكد رغبتهم في ذلك. وقال: «البعض يمتلك مهارات تبليغ الأخبار غير المقبولة وانتقاء العبارات الملائمة، والبعض لا»، لافتاً إلى أن المريض حال معرفته بمرضه يمر بخمس مراحل «الإنكار، وإرجاع السبب للتقصير في الواجبات الدينية، وتأمل الشفاء لتلافي هذا التقصير مستقبلاً، ومن ثم التساؤل لماذا أنا بالذات؟، وبعدها تأتي مرحلة التقبل، وأخيراً الدخول في طور الاكتئاب». وقال: «تلقى الأطباء تعليمات حول آليات تبليغ الأخبار السيئة»، لافتاً إلى أن «البعض لا يتقبل حتى إعلامه بخبر إصابته بمرض مزمن مثل الضغط أو السكري». وأكد طويرقي، أهمية «الاستعانة في نقل الخبر باختصاصيين نفسيين إكلينكيين، لتهيئة المريض وإيصال المعلومات إليه، ففي حال تعرض المريض وأهله لضغوط نفسية يلزم إخضاعهم لجلسات متابعة نفسية، لأهمية الحالة النفسية في العلاج»، لافتاً أيضاً إلى «دور الإيمان، واللجوء إلى الله».