عقدت لجنة مهرجانات بيت الدين الدولية، برئاسة نورا جنبلاط، مؤتمراً صحافياً في نقابة الصحافة في بيروت، معلنة عن برنامج دورة 2011 التي تفتتح في 23 حزيران (يونيو) المقبل، في حضور وزير السياحة فادي عبّود ونقيب الصحافة اللبنانية محمد البعلبكي والفنانة رويدا عطية، وممثلين عن المؤسسات الراعية للمهرجان. وأشار البعلبكي الى أن «النقابة هي بيت الصحافة وهي الداعمة أبداً لمثل هذه النشاطات الثقافية التي ترتقي بمستوى الأوطان إلى مستويات أرفع وأسمى». ووعد عبّود بموسم سياحي حافل في لبنان في الصيف المقبل «لم يشهد له مثيل، خصوصاً لناحية المهرجانات بدءاً من بيت الدين وبعلبك إلى جونيه وجبيل وصولاً إلى الجنوب وباقي المناطق اللبنانية». وأعلن أن «النشاطات الثقافية الفنية ستُخيّب توقعات الجميع ممّن راهنوا على انهيار الوضع السياحي نتيجة الأوضاع السياسية في لبنان»، معرباً عن تفاؤله بصيف لبنان، واعداً بأن تكون دورة مهرجانات بيت الدين لهذا العام استثنائية بأهميتها وتنوعها وثقل الأسماء التي تُقدّمها. وأكّد ممثلو المؤسسات الراعية ضرورة تواصل الشراكة القائمة منذ زمن بينهم وبين لجنة مهرجانات بيت الدين التي تعمل بحيوية وفعالية لتضمن إظهار وجه لبنان الحضاري دائماً ودوماً. أما جنبلاط فأشارت الى أن «هذا النشاط الثقافي يحاول دائماً أن يكون ضمن جدول صيف لبنان مهما كانت الظروف، وأن الأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان لن تقف عائقاً أمام الحماسة في تقديم هذه المهرجانات التي تُعزّز قيمة لبنان الفنية وتُبرز وجهه المضيء في عالم الفن والثقافة». وأعلنت إصرارها على إكمال المسيرة التي ترى فيها مساعدة قيّمة من أجل تنمية المجتمع ثقافياً واجتماعياً. أما البرنامج الذي أتى خجولاً هذه السنة، مقارنة مع الدورات السابقة التي استضافت أسماء عالمية مثل شارل أزنافور وديانا كرول وإمير كوستاريكا، فيفتتح باستعراض غنائي راقص يكرّم الشحرورة صباح، من إعداد وإخراج جيرار أفيديسيان، وبطولة نجمة «سوبر ستار» رويدا عطية. وقد دأبت مهرجانات بيت الدين في السنوات الأخيرة على تكريم عمالقة الطرب العربي، مثل أسمهان وعبدالحليم وأم كلثوم، وتُكرَّم صباح هذه السنة بحضورها، في حين أن الكثير من الفنانين يكرّمون بعد وفاتهم، ما يحرمهم من متعة الاعتراف بمسيرتهم وعطاءاتهم لبلادهم وجمهورهم. وبالتزامن مع هذا الاستعراض الذي صمّم فقراته الراقصة سامي خوري وأزياءه زهير مراد، ويتولى القيادة الموسيقية إحسان المنذر، والسينوغرافيا فادي يني تورك، سيحظى جمهور المهرجان بالتمتع بمعرض صور للشحرورة في أفلامها وحفلاتها في مختلف البلاد العربية والغربية. إضافة الى معرض لأعمال الفنان الإيراني رضا أبيديني. ومن جبل لبنان، حيث ولدت الصبوحة، إلى صقلية حيث ولد مغني الأوبرا المشهور روبيرتو ألاغنا الذي سيُحيي حفلة في قصر بين الدين التاريخي في 8 تموز (يوليو) المقبل، بصوته الجهوري الرخيم الذي أغنى مسلسلات ومسرحيات أوبرالية مثل «لاترافياتا» و «روميو وجوليات» بأداء مميز. ولم ينس المنظمون جمهور الأغنية الشعبية الكلاسيكية، إذ اختاروا هذه السنة الفنان العراقي كاظم الساهر ليحيي حفلة في 15 تموز (يوليو). ومن الأغنية العربية الكلاسيكية الى الجاز والآر أند بي والبوب مع جورج بينسون ابن بتسبورغ في بنسلفانيا الحائز جائزتي غرامي. ومن لبنان أيضاً، اختار منظمو المهرجان الموسيقي، عازف البوق ابراهيم معلوف، ابن العازف اللبناني نسيم معلوف الذي رافق فيروز في حفلاتها العالمية وتلمذ ابنه على أصول عزف العود والبوق وعلى مبادئ الموسيقى الكلاسيكيّة الغربيّة والتقليديّة العربيّة، لينوّر القصر الشهابي في 27 تموز. وتصدرت أسطوانات معلوف الابن «Diasporas» و «Diachronism»، الحائز جوائز عالمية وهو لم يبلغ سن الثلاثين بعد، لائحة مبيعات أسطوانات الجاز في فرنسا، فكان له من الشهرة نصيباً. ومن الموسيقى الى الرقص المعاصر الذي يستقطب جمهوراً واسعاً في لبنان، مع التونسي - البلجيكي سيدي العربي الشرقاوي والفرنسي - البلجيكي داميان جالي في عرض يحمل عبق التاريخ في لوحاته بعنوان «بابل»، في 22 تموز. وفي 30 من الشهر نفسه سيكون الجمهور اللبناني على موعد مع العرض الموسيقي الراقص «ستابات ماتر: المسيحيون والمسلمون في تكريم مريم العذراء» لجوليان جلال الدين ويس، يرافقه كلّ من مجموعة الكندي الموسيقيّة، قنسطنينوس أنجليديس والجوقة البيزنطيّة لأثنيا تروبوس، وبكير بويوكباشافيز من جامع السلطان فتحي في اسطنبول والشيخ حبوش، إضافة الى المنشدين الصوفيين قادري ورفاعي من حلب والدراويش مولوي. وهذه التجربة الموسيقية الفريدة من نوعها تأتي بالتعاون مع الجمعية اللبنانية لفرسان مالطا. أما مسك الختام، فسيكون في الرابع من آب (أغسطس) المقبل، مع مغنية المقام العراقي الشهيرة فريدة مع مجموعة من أبرع الموسيقيين العراقيين بقيادة عمر منير بشير.