أعلنت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية في مؤتمر صحافي في بيروت، برنامج صيف 2010، وتحدثت رئيسة المهرجان في عريضة بحضور وزيري الثقافة سليم وردة والسياحة فادي عبود ونقيبي الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم، وأعضاء اللجنة التنفيذية للمهرجان. الحفلات بدأت لحظة انتهاء المؤتمر الصحافي في الجامعة الأميركية حيث عزف إتيان كوبيليان وأولغا بولون مقطوعات كلاسيكية، لمناسبة المئوية الثانية لولادة فريديريك شوبان. البرنامج الرسمي للمهرجان يبدأ في 24 حزيران (يونيو) المقبل في قلعة بعلبك مع موسيقي البوب «ميكا» الذي استضافته بيروت سابقاً. وهو واحد من نجوم البوب البريطانيين المتميزين، وليد التعبير الطَموح عن الذات بتدريبه الكلاسيكي، وكونه ابن مهجّن لثقافتين وعرقين وميالاً للأداء الإيمائي المسرحي. يقول إن موسيقاه يمكن أن تكون غنية وتتدفق بسلاسة، يذكرنا بتعبير قديم يكاد يكون منسياً: الفردية. وإذا كان ألبوم ميكا الأول «الحياة في رسوم متحركة» (Life In Cartoon Motion) هو العلامة القوية لإبراز فرديته، فإن ما تبعه من إصدارات هو نضوج لصوت البوب الواثق الذي شكله بنفسه. ولعل صوته الممتد ذا الأربعة أوكتافات، وعزفه المبدع على البيانو، وإيقاعاته الهادئة التي تتفجر في النهاية، وتجاوزه حكاية الحياة للوصول إلى جوهر القلق الإنساني، وإنتاجات البوب الصارخة والمتعددة الألوان، كل هذا كان عاملاً أساسياً. يقول ميكا: لم أتصرف على أساس رد الفعل، كان علي الرجوع إلى البداية حين لم يعطني الآخرون رأيهم في شكل طبيعي. ثمة كلمة واحدة تصف الحلقة الثانية من حلمه البوب الملون، وهذه الكلمة هي «الجرأة». في التاسع من تموز (يوليو) سيكون الجمهور على موعد مع حفلتي جاز في ليلة واحدة لخماسي كيفين ماهوغاني (مغني الجاز الأبرز بين أبناء جيله) وفرقة «كل النجوم» مع أودين بوب. وفي جعبة كيفين ماهوغاني الفنان والمنتج، 11 ألبوماً كمغن قائد، وألبومات عدة كمغن ثانوي. وبرزت مواهبه منذ نعومة أظافره، لا سيما بالبيبوب والأغاني الشعبية والبلوز والجاز قبل أن يستطيع تهجئة كلمة «تسجيلات». وقال كيفين ماهوغاني، المولود في مدينة كنساس، «حين كنت صغيراً، كانت للموسيقى في منزلنا أهمية اللغة الإنكليزية والرياضيات. وفي الواقع كانت دروس البيانو أساسية لجميع أفراد العائلة». أما عازف الساكسوفون والملحن والمعلم أودين بوب الذي ولد عام 1938 في مدينة ناينتي سيكس في ولاية كارولينا الجنوبية من والدين موسيقيين ربياه على أصوات الكنيسة المعمدانية، فهو حائز جوائز عدة منها جائزة روكفيلير 1992، وحامل لقب عازف الساكسوفون الأول في مهرجان بحر الشمال للجاز، وجائزة أفضل مؤلف جاز عام 2000 من غرفة الموسيقى الأميركية. ولا تنسى اللجنة المنظمة إحياء المئوية الثانية لميلاد فريديريك شوبان فضمن برنامجها حفلة خاصة لأوركسترا سيمفونييتا كراكوفا في 17 تموز (يوليو). وفي 24 منه سيستقبل المهرجان فرقة «مسرح بوريس آيفمان لرقص الباليه» في سانت بطرسبورغ لتؤدي عرض الباليه العالمي «آنا كارينينا». ولعل الأجواء الاستثنائية للحفلات واستقبال الجماهير الحافل لهذه الأوركسترا، فضلاً عن الأداء والاستعراض المتميّز، تؤكد التطور المستمر لطاقمها الشاب. ويُعزى نجاحها أيضاً إلى نوعية الأداء على المسرح والإدارة المتطورة. وقد تم توسيع تشكيل الفرقة، بالاعتماد على المخزون أو الاحتياطي الموسيقي، لتصبح أوركسترا كلاسيكية، مع قسم من آلات النفخ، يتألف من موسيقيين بولنديين من جيل الشباب. هذه الطريقة من الإغناء اللامتناهي للمخزون أو الاحتياطي الموسيقي مؤاتِية لجذب ذواقة جدد للموسيقى الكلاسيكية. وباتت الحملات الدعائية المبتكرة والمستوى الفني المتميّز هي المعيار الذي اعتمدته الأوركسترا بنجاح على مر السنوات. أما الليالي العربية فستبدأ مع الموسيقي العراقي نصير شمة وأوركسترا بيت العود في 31 تموز (يوليو). ويختتم المهرجان لياليه، في 5 و6 و7 آب (أغسطس) المقبل بمسرحية غنائية راقصة لملحم بركات وغسان الرحباني (سيناريو وإخراج) عنوانها «ومن الحب... ما قتل»، وهي تركز على الصراع بين الحضارتين الشرقية والغربية، وتشارك فيها رانيا الحاج مع 100 ممثل وراقص وكومبارس.