تسعى السلطات الصينية إلى احتواء تسرّب المحروقات من ناقلة نفط إيرانية اشتعلت فيها النيران وفقد طاقمها المكوّن من 32 شخصاً (30 إيرانياً وبنغلادشيان)، في بحر الصين الشرقي بعد اصطدامها بسفينة شحن صينية. وظهرت في لقطات بثتها قناة التلفزيون الحكومية الصينية وهي تشتعل وتلفها أعمدة من الدخان الكثيف. وأعلنت وزارة النقل الصينية في بيان، أن ناقلة النفط «سانشي» كانت تحمل 136 ألف طن من المحروقات «اشتعلت بالكامل» إثر الحادث الذي وقع أمس على بعد نحو 300 كلم عن الساحل (شرق مصب نهر يانغتسي غير البعيد عن مدينة شنغهاي)، من دون أن تحدد حجم التسرّب النفطي، مؤكّدة أن عمليات الإنقاذ تتكثّف. وأفادت الوزارة بأن سفينة الشحن الصينية «لم تصب بأضرار تعرّض أمنها للخطر»، لافتة إلى أن طاقمها أنقذ. وتزامناً مع عمليات البحث عن البحارة المفقودين، تسعى بكين إلى احتواء تأثير الحادث على البيئة. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن السلطات البحرية أرسلت 8 سفن، بعضها متخصص بعمليات التنظيف. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ في بيان، إن الهدف هو «تجنّب أي كارثة جانبية» قد تنجم عن حادث الاصطدام. وصرّح غينغ أن «التحقيق مستمر في أسباب الاصطدام» الذي وقع في عرض البحر. من جهتها، أرسلت سيول سفينة وطائرة تابعة لخفر السواحل بطلب من بكين. وناقلة النفط «سانشي» ترفع العلم البنمي ويبلغ طولها 274 متراً، وكانت متوجهة إلى كوريا الجنوبية لتسليم شحنتها، وفق ما ذكرته وزارة النقل الصينية. وأوضح الناطق باسم وزارة النفط الإيرانية كسرى نوري، أن السفينة تملكها الشركة الوطنية الإيرانية لناقلات النفط التي تدير أسطول الناقلات الإيرانية. وزاد: «كانت شحنتها منتجات نفطية تعود إلى الشركة الوطنية الإيرانية للنفط ومرسلة إلى الشركة الكورية الجنوبية هانوا توتال بروكيميكال»، وهي مجموعة مشتركة بين الفرنسية «توتال» والمجموعة الكورية الجنوبية «هانوا». أما سفينة الشحن الصينية فترفع علم هونغ كونغ وتنقل 64 ألف طن من الحبوب الأميركية المرسلة إلى إقليم غواندونغ (جنوب)، وفق وزارة النقل الصينية. وهو ثاني حادث يقع لناقلة نفط تابعة لشركة ناقلات النفط الإيرانية خلال سنتين. ففي صيف 2016 اصطدمت ناقلة عملاقة تعود إلى الشركة الإيرانية عينها بناقلة حاويات في مضيق سنغافورة. ولم يسفر عن الحادث ضحايا أو تلوّث. يذكر أن مضيق سنغافورة طريق بحرية مكتظة جداً ما يزيد من خطر الحوادث فيه. وقد شهد في آب (أغسطس) الماضي حادث اصطدام بين ناقلة نفط والمدمّرة الأميركية «جون ماكين».