رفضت موسكو اقتراحاً أميركياً لتدويل أزمة الاحتجاجات في إيران، فيما أعلن قائد الجيش الإيراني الجنرال عبدالرحيم موسوي أن قوات الشرطة نجحت في إخماد الاحتجاجات المناهضة للحكومة، مُبدياً في الوقت ذاته استعداد قواته للتدخل إذا لزم الأمر (للمزيد). يأتي ذلك في وقت شهدت البلاد مسيرات مؤيدة للنظام لليوم الثاني على التوالي، مع انتشار مقاطع فيديو على الإنترنت لمسيرات متفرقة مناهضة للحكومة في مناطق مختلفة، لم يتم التأكد من تاريخها، لا سيما بعد حجب طهران عدداً من مواقع التواصل. وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، عن رفض بلاده اقتراح أميركا عقد جلسة استثنائية لمجلس الأمن لمناقشة الأزمة الإيرانية، واعتبره «ضاراً ومدمّراً»، مبدياً معارضة موسكو تدخل واشنطن في الشؤون الداخلية لإيران. وكشف مسؤول في البيت الأبيض أنه يتم بحث فرض عقوبات على متورّطين في «قمع» التظاهرات التي أسفرت عن سقوط حوالى 21 قتيلاً في أسبوع وتوقيف أكثر من ألف شخص، كما أفادت مواقع إيرانية معارضة. وشدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن التغيير في إيران يجب أن يأتي من الداخل، فيما حذرت تركيا من «رد فعل عكسي» لمحاولات أطراف خارجية التدخل في سياسة إيران الداخلية. وقال الرئيس رجب طيب أردوغان إن نظيره الإيراني حسن روحاني أكد له أن الوضع في البلاد سيستقر «خلال يوم أو يومين»، فيما أعرب وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل عن قلق بلاده من التصعيد في إيران، قائلاً: «تنبغي مساندة حق حرية التعبير». ونقلت وسائل إعلام عن قائد الجيش الإيراني قوله: «على رغم أن هذه الفتنة العمياء كانت من الصغر بحيث تمكّن جزء من قوات الشرطة من وأدها في المهد، فإننا نطمئنكم إلى أن رفاقكم في جيش الجمهورية الإسلامية سيكونون على استعداد لمواجهة من غرّر بهم الشيطان الأكبر (الولاياتالمتحدة)». وحاول وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا رحماني فضلي التقليل من شأن الاحتجاجات الأخيرة، مشيراً إلى أن عدد الذين شاركوا في تظاهرات الأسبوع الماضي لم يتجاوز 42 ألف شخص، «استناداً إلى إحصاءات دقيقة لدينا». وقال فضلي إن استمرار الاحتجاجات كان بسبب «تساهل الحكومة وتسامحها ومرونتها». وفي محاولة للإيحاء بتورطٍ خارجي في الاحتجاجات، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية مقتل ثلاثة من عناصرها في منطقة بيرانشهر في محافظة آذربيجان الغربية (شمال غربي) المتاخمة للحدود مع كردستان خلال اشتباكات مع «خلية إرهابية». وأكدت اعتقال عناصر الخلية التي «خططت لأعمال إرهابية بهدف استمرار الاضطرابات». وشهدت إيران الخميس يوماً آخر من المسيرات المؤيدة للنظام بعد إعلان السلطات انتهاء التظاهرات المعارضة. وعرض التلفزيون مسيرات ضخمة مؤيدة للحكومة في طهران وتسع مدن، بما فيها أصفهان وأردبيل ومشهد التي انطلقت منها أولى الاحتجاجات في 28 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وهتفت الحشود تأييداً لمرشد «الجمهورية الإسلامية» علي خامنئي: «كلنا وراء القائد» و «الموت لأميركا» و «الموت لإسرائيل» و «الموت للمنافقين»، في إشارة إلى حركة «مجاهدي خلق» المحظورة في إيران. وبعد أسبوع من اندلاع الاحتجاجات، لم ترصد وسائل الإعلام المحلية تحركات جديدة خلال الليل، في حين أظهرت أشرطة نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تجمّعات متفرقة ومحدودة في طهران وكازرون ومالير ونوشهر ومدن أخرى. وأفادت وكالة مهر للأنباء أمس، بأن الجهات المعنية في وزارة الاتصالات رفعت القيود عن تطبيق «إنستغرام» بعد حجبه عدة أيام تلت أحداث الشغب.