أشاد الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، بالاجتماع الذي عقده مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الرياض أول من أمس. وأشار إلى أن «العلاقات السعودية- القبرصية توقفت عام 1964، قبل أن تستأنفها الدولتان مجدداً عام 2015 عندما عينت المملكة العربية السعودية سفيراً لها لدى قبرص ومقره أثينا». ونقلت وكالة أنباء قبرص، عن أناستاسيادس: «هذه أول زيارة يقوم بها رئيس قبرصي إلى المملكة منذ عام 1960، إنني حقاً أشعر بالسعادة لأننا نفذنا أهدافنا واحدة تلو الأخرى». وشدد القنصل الفخري لقبرص لدى المملكة محمد عبدالقادر الفضل، على رغبة حكومة بلاده في تعزيز التعاون مع الجانب السعودي وبخاصة في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي، موضحاً ل «الحياة» أن عدد المقيمين القبرصيين في المملكة يراوح بين 20 و25 ألفاً. ولفت إلى أن «دوره كقنصل فخري هو دائماً السعي نحو تنمية العلاقات التجارية والاجتماعية بين البلدين»، مشيراً إلى أنه منذ أعوام وهو يقوم بهذا العمل «سواءً من جانب استقبال وفود تجارية من قبرص، أو ترتيب زيارات يقوم بها رجال أعمال من السعودية إلى قبرص لدفع التعاون التجاري إلى آفاق أرحب». وحول حوار بينه وبين رئيس قبرص خلال تسلمه «وسام المساهمة المتميزة للجمهورية» في الرياض أول من أمس، كرمز للاعتراف والامتنان لدوره في تعزيز العلاقات بين البلدين، قال الفضل: «يعتبر أناستاسياديس أن زيارته كأول رئيس لبلاده إلى السعودية إنجازاً، فيما قال أحد الوزراء أعضاء الوفد القبرصي إنه زار المملكة في 1978 ويشعر بمدى الفارق الكبير بين ما رآه قبل نحو 40 عاماً وما شاهده لدى زيارته الرياض العام الحالي». وفي ما يتعلق بالاتفاقات الموقعة بين الجانبين خلال القمة في الرياض، أوضح الفضل: «كلها اتفاقات تدفع بالاتجاه نحو تعزيز الفائدة المشتركة، وبخاصة أن المملكة عضو في مجموعة العشرين وتتمتع باقتصاد قوي وينمو في شكل سريع، وهو ما يمثل عنصر جذب رئيس لكثير من دول العالم». وأشار إلى أن «هناك حرصاً من القيادة في البلدين لتعزيز هذه العلاقات والوصول بها إلى مراحل أكثر تقدماً»، موضحاً أن «حجم التبادل التجاري السعودي– القبرصي سيشهد زيادة كبرى خلال الفترة المقبلة». وحول أهم التسهيلات التي ستقدمها الحكومة القبرصية للمستثمر السعودي، أوضح الفضل: «الحكومة القبرصية تدرس الآن أهم العقبات أو الصعوبات التي من الممكن أن تعرقل أو تتسبب في تأخير دخول المستثمر السعودي الى البلاد، وسيتم العمل على رفعها وتذليلها وحلحلتها، وهذا ما أكده الرئيس خلال الزيارة». وكان الجانبان وقّعا برنامجاً تنفيذياً بين الهيئة العامة للطيران المدني في المملكة ووزارة النقل في قبرص، وقّعه وزير النقل رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور نبيل بن محمد العمودي، ووزير النقل والاتصالات والأشغال ماريوس ديمتريادس. وجرى توقيع مذكرة تفاهم في شأن المشاورات السياسية بين وزارة الخارجية السعودية ونظيرتها القبرصية، وقّعها عن الجانب السعودي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، وعن الجانب القبرصي وزير الخارجية إيونس كاسوليديس.