إسلام آباد، طهران - «الحياة»، أ ف ب - أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الوثائق التي صاردتها القوات الأميركية الخاصة من المنزل الذي استهدفته في بلدة أبوت آباد في الثاني من الشهر الجاري لقتل زعيم «القاعدة» أسامة بن لادن، والتي تخضع لتحليل، تمنح بلاده فرصة لتوجيه «ضربة قاضية» الى التنظيم. ومن ناحية أخرى، أوردت «رويترز» أن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن فرض على نحو 16 طفلاً كانوا يقيمون معه في مخبئه بباكستان الدراسة في المنزل تحت مراقبته، ونادراً ما غامروا بالخروج من المجمع الذي يشبه الحصن. وعثر محققون باكستانيون فتشوا المبنى بعد الغارة التي انتهت بقتل ابن لادن على غرفة مجهزة بلوحة رسم، كانت تستخدم مدرسة منزلية للأطفال. وقال مسؤول أمني باكستاني: «كان لا يسمح للأطفال بالذهاب إلى المدارس القريبة لتجنب تعقبهم.» وقال المحققون إن من بين الأطفال أربعة من أحفاد ابن لادن. ولا يعتقد أن كل الأطفال الآخرين ينتمون إلى ابن لادن. ومن بين الذين اعتقلتهم السلطات الباكستانية بعد الغارة ثلاث من زوجات ابن لادن، وهن يمنية وسعوديتان. وقال محققون باكستانيون إن المرأتين السعوديتين كانتا على درجة عالية من التعليم، إذ تحمل إحداهما درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية. وأضافوا أن النساء كن يتولين تعليم الأطفال. وتنتظر واشنطن إجابات واضحة من الحكومة الباكستانية حول شمولية التحقيق الذي ستجريه في شأن وجود بن لادن قرب عاصمتها إسلام آباد، وتلبية مطلبها الخاص باستجواب محققي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) الأرامل الثلاث لزعيم «القاعدة»، في وقت يزداد القلق الداخلي من عملية انتقامية يشنها التنظيم في الولاياتالمتحدة، ما حتم دعوة نواب الى تشديد الرقابة الأمنية على خطوط القطارات والسكك الحديد في مدن رئيسة بينها واشنطن ونيويورك وشيكاغو ولوس أنجليس. وقال أوباما لمحطة «سي بي إس» إن «المعلومات التي عثر عليها في منزل بن لادن يمكن أن تقودنا إلى إرهابيين آخرين نطاردهم منذ وقت طويل»، واستدرك: «لا يعني ذلك اننا سننتصر على الإرهاب، لكنني أعتقد أننا نملك الآن فرصة للانتصار فعلاً على القاعدة، على الأقل في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان». وبعدما دعا أوباما إسلام آباد الى التحقيق في شبكة الدعم الباكستانية الداخلية لبن لادن، وعد السفير الباكستاني في الولاياتالمتحدة حسين حقاني بأن «تتدحرج رؤوس» مسؤولين في بلاده «فور إنهاء التحقيق» الذي وعد رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بإجرائه. وتبقى ورقة المساعدات التي ستبلغ 3 بلايين دولار العام 2012 الأقوى في يد البيت الأبيض للضغط على إسلام آباد، على رغم تحذير نواب بارزين بينهم السيناتور الجمهوري ريتشارد لوغار من خطر قطع هذه المساعدات، وتشديده على ضرورة تمتين العلاقة الباكستانية - الأميركية وليس تخريبها. ولجأت واشنطن الى ورقتي ضغط أخريين على باكستان أمس، وتمثلتا في اعلان مستشار اوباما للأمن القومي توم دونيلون ان الرئيس لن يتوجه الى باكستان هذه السنة، كما سبق ان وعد في تشرين الاول (اكتوبر) 2010، وتصريح اشتون كارتر مستشار وزير الدفاع لشؤون التموين اللوجيستي والتقني بأن خطوط إمدادات القوات الأميركية في افغانستان لا تعتمد على المعابر البرية في باكستان، وقوله: «نحن واثقون من تنوع خياراتنا اللوجيستية في هذا المجال». على صعيد آخر، اعلن وزير الأستخبارات الإيراني حيدر مصلحي ان نبأ مقتل بن لادن «يهدف الى التغطية على الصحوة الإسلامية في المنطقة، وإخضاع أجواء هذه الصحوة لديكتاتورية الإعلام». وصرح في اختتام جلسة عقدها مجلس الوزراء، بأن «الجزء المهم من سيناريو قتل بن لادن يرتبط بالانتخابات الأميركية المقبلة،والتغطية على الوضع الاقتصادي المتدهور في الولاياتالمتحدة». وتابع: «المعلومات الدقيقة التي نملكها تفيد بأن بن لادن كان مات بسبب مرضه قبل فترة من العملية الأميركية»، وسأل: «لماذا لم تعرض الاستخبارات الأميركية جثة بن لادن، وقالت انها رمتها في البحر، في حين عرضنا صور ريغي زعيم جماعة جند الله الإرهابية بعد اعتقاله»؟