اقسم زعيم القاعدة اسامة بن لادن في تسجيل له قبل مقتله نشره الاحد موقع اسلامي على الانترنت، بان "اميركا لن تحلم بالامن قبل ان نعيشه واقعا في فلسطين".وقال بن لادن في التسجيل الذي نشره موقع اسلامي وهو عبارة عن رسالة الى الرئيس الاميركي باراك اوباما "اقسم بالله العظيم الذي رفع السماء بلا عمد، لن تحلم اميركا ولا من يعيش في اميركا بالامن قبل ان نعيشه واقعا في فلسطين، وقبل ان تخرج جميع الجيوش الكافرة من ارض محمد صلى الله عليه وسلم". وكان فريق كوماندوس اميركي قتل بن لان في المنزل الذي كان يعيش فيه في مدينة ابوت آباد الباكستانية في الثاني من ايار/مايو الحالي. وقال بن لادن ايضا في اشارة الى افشال محاولة تفجير طائرة اميركية في الخامس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر 2009 قام بها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب "لو أن رسائلنا إليكم تحملها الكلمات لما حملناها إليكم بالطائرات، إن الرسالة المراد إبلاغها لكم عبر طائرة البطل المجاهد عمر الفاروق، فرج الله عنه، هي تأكيد على رسالة سابقة بلغها لكم أبطال الحادي عشر (من ايلول/سبتمبر 2001) وكررت من قبل ومن بعد وهي لن تحلم أميركا بالأمن حتى نعيشه واقعا في فلسطين". واضاف بن لادن في تسجيله "ليس من الإنصاف أن تهنئوا بالعيش وإخواننا في غزة في أنكد عيش، وعليه فبإذن الله غاراتنا عليكم ستتواصل ما دام دعمكم للاسرائيليين متواصل والسلام على من اتبع الهدى". ووضع التسجيل الصوتي على الموق الاسلامي "شامخ" ومدته نحو دقيقة. ولدى قيام تنظيم القاعدة الجمعة بالاعلان عن مقتل بن لادن اعلن ايضا انه سيبث قريبا رسالة سجلت لبن لادن قبل اسبوع من مقتله. من ناحية اخرى كشف مسؤول أميركي أن باكستان قد تسمح للولايات المتحدة بمقابلة أرامل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن اللاتي كن معه في مقر إقامته عندما قتلته قوة خاصة أميركية في الثاني من مايو/أيار في إبت آباد قرب إسلام آباد.
وقال المسؤول –الذي لم يكشف هويته- "إن باكستان تبدو مستعدة الآن للسماح للولايات المتحدة بإجراء مقابلة مع زوجات بن لادن"، معربا عن أمله أن تواصل هذه الدولة الإشارات التي ترسلها.
وبدورها ذكرت شبكة (سي بي إس) الإخبارية مساء الاثنين أن أجهزة الاستخبارات الأميركية سيتاح لها بشكل مباشر استجواب زوجات بن لادن الثلاث اللائي نجون من الغارة في 2 مايو/أيار على مخبأ بن لادن في إبت آباد بباكستان.
وتأتي هذه التطورات رغم التوتر الذي أصاب علاقات واشنطن وإسلام آباد على خلفية مقتل زعيم تنظيم القاعدة، حيث اعتبرت باكستان أن دخول الجيش الأميركي أراضيها دون سابق إنذار يعد انتهاكا لسيادتها، وهو ما جعلها تقلص عدد الجنود الأميركيين فيها إلى الحد الأدنى المطلوب لتدريب الجيش والشرطة في البلاد.
غير أن البيت الأبيض الذي رفض الاعتذار لباكستان عن عملية مقتل بن لادن فوق أراضيها، قال أمس إنه يريد علاقات تعاون مع هذه الدولة لأن ذلك في مصلحة الأمن القومي الأميركي. مع العلم أن واشنطن تطالب حليفتها بتقديم تفسير لوجود بن لادن طوال هذا الوقت على أراضيها.
انتهاك للسيادة ومن جهتها، تواصل السلطات الباكستانية الدفاع عن نفسها أمام موجة الانتقادات الداخلية التي تتعرض لها جراء عملية مقتل زعيم القاعدة.
وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني العملية الأميركية انتهاكا لسيادة بلاده، في تراجع عن تصريح سابق وصف فيه العملية بأنها انتصار كبير في المعركة ضد الإرهاب.
ونقلت وسائل إعلام باكستانية عن جيلاني قوله أمام الجمعية الوطنية (البرلمان) أنه من السخف اتهام باكستان بالتواطؤ والتقاعس، مشيرا إلى أن بلاده فقدت 33 ألف مدني وخمسة آلاف عنصر في القوات المسلحة ومليارات الدولارات في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الإرهاب، مؤكداً "أن هذه الحرب هي أولويتنا".
وذهب جيلاني أبعد من ذلك عندما اتهم الغربيين وخصوصا الأميركيين بأنهم هم الذين صنعوا بن لادن، حيث تساءل "من المسؤول عن نشوء القاعدة في التسعينيات؟" و"من المسؤول عن صنع أسطورة بن لادن؟"، في إشارة مبطنة إلى الولاياتالمتحدة.
وأشار رئيس الوزراء الباكستاني أيضا إلى أن الحكومة الباكستانية أمرت بتحقيق عسكري ومدني في ما سماه الخطأ الاستخباراتي الذي مكّن زعيم القاعدة من العيش في منطقة إبت آباد قرب إسلام أباد من دون اكتشاف وجوده فيها.
وذكرت قناة سماء الباكستانية أن الشرطة بدأت في استجواب سكان مجاورين للمجمع الذي كان يقيم فيه بن لادن، بالإضافة إلى لاجئين أفغانيين وعملاء عقارات.