علمت «الحياة» من مصادر مطلعة أن زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن الذي قتل في باكستان الأحد الماضي، استبدل عناصر تنتمي إلى دول عربية وأجنبية كان تقرر أن تشارك في اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 بآخرين معظمهم من السعودية، «تحسباً من ثورة المجتمع العالمي ضد «القاعدة» من جهة، ومن جهة أخرى لزج السعودية في صراع مع العالم. وأوضحت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها أن «بن لادن خطط لتجنيد عناصر من جنسيات مختلفة لتنفيذ الاعتداءات، تمهيداً لإيصال رسالة إلى أميركا تفيد بأن هذه العناصر تمثل شعوباً حاقدة على الولاياتالمتحدة التي حاربت القاعدة منذ تأسيسها عام 1988، لكنه أدرك صعوبة اتهام واشنطن كل الدول الممثلة بعناصر بالإرهاب، لذا استبدلهم بغالبية سعودية، (15 من أصل 19 شاركوا في العملية)، كي تسارع الولاياتالمتحدة إلى اتهام السعودية بالتورط في الاعتداءات». وأضافت المصادر أن «بن لادن اعتقد بأن زج عدد من السعوديين في الاعتداءات سيقلق الأجانب المقيمين في السعودية»، موضحة أنه طلب أنضمام تركي فهيد المطيري إلى لائحة منفذي الهجمات على أن يستكمل أوراقه الثبوتية، ويتلقى تدريباته في «معسكر المطار» (معسكر أبو عبيدة البنشيري) الذي يقوده سيف العدل، ويعقد فيه الدورات الخاصة، ويتولى الإشراف على التدريب عبدالعزيز المقرن، وآخر يلقب ب «حمزة الزبير». لكن بن لادن استبعد المطيري ولقبه «فواز النشمي»، بعدما قرر استعجال تنفيذ الهجمات. وأشارت المصادر الى أن بن لادن أرسل عناصر عرباً من التنظيم إلى السعودية، لتأسيس خلايا إرهابية تعمل على تنفيذ خطة «إخراج المشركين من جزيرة العرب». وتابعت إن «كل قيادات القاعدة في السعودية أجانب يترأسون التنظيم خلف السعوديين الذين يظهرون في التسجيلات التي يبثها التنظيم، ويتواصلون مباشرة مع بن لادن، وهم: اليمني خالد حاج والمغربيان كريم المجاطي ويونس الحياري الذين قتلوا في مواجهات أمنية مع القوات السعودية في الرياض والقصيم». وشددت المصادر على أن كل مخططات بن لادن سرية ولا يعرفها إلا مخططيها القليلين، علماً أن «أبو سليمان المكي» الذي أظهرته صورة مبتسماً مع بن لادن والذي سلم نفسه إلى السعودية عبر إيران بعد اعتداءات 11 أيلول لم يكن يعرف تفاصيل العملية إلا بعد تداول خبر تنفيذها.