قتل 38 انفصالياً موالين لروسيا ومدنيان في معارك مع الجيش الأوكراني للسيطرة على مطار دونيتسك (شرق) الذي أعلنت السلطات استعادته بالكامل «بعد تكبيد المتمردين خسائر فادحة في مقابل عدم سقوط ضحايا في صفوفنا»، كما قال وزير الداخلية الأوكراني آرسيني افاكوف. وأعلن قائد قوات «الدفاع الشعبي في جمهورية دونيتسك الشعبية» بافيل غوباريف مقتل 35 من عناصر «الدفاع الشعبي» في هجوم شنه الجيش الأوكراني على شاحنة أقلت مصابين ورفعت راية المساعدة الطبية. وصرح رئيس بلدية المدينة اولكسندر لوكيانتشنكو استناداً الى مصادر طبية: «يبقى الوضع متوتراً جداً، ولا يزال 31 شخصاً يعالجون في المستشفى بينهم 4 سكان»، علماً ان الجيش الأوكراني استخدم مروحيات وطائرات مقاتلة ومظليين لاستعادة السيطرة على المطار. الى ذلك، اقتحم مسلحون مجهولون استاد هوكي الجليد الخاص بنادي دونباس في دونيتسك، وأضرموا النار فيه ما ادى الى اندلاع حريق هائل، فيما أعلنت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية انها فقدت الاتصال بفريق مراقبين يضم 4 اعضاء لدى تنفيذه «دورية روتينية» في دونيتسك ليل الاثنين. وتوجه أكثر من ألف مراقب من المنظمة وهيئات دولية أخرى الى اوكرانيا لمراقبة سير الانتخابات الرئاسية. واتهمت الحكومة الأوكرانية روسيا بإرسال «إرهابيين» عبر حدودها، بعدما اشتبكت قوات حرس الحدود مع مسلحين شرق البلاد ليلاً. وقالت وزارة الخارجية: «تقاعست موسكو في تنفيذ اي عمل ضد تشكيل ضم نحو 40 شاحنة محملة بمسلحين. وقد نجحت بعض الشاحنات في عبور الحدود قرب منطقة أستاخوفو في لوغانسك على بعد نحو 150 كيلومتراً من دونيتسك. وزادت: «هناك ما يدعو الى الاعتقاد بأنه يجري ارسال ارهابيين روس إلى اراضي اوكرانيا، وتنظيمهم وتمويلهم بموجب أمر مباشر من الكرملين والقوات الروسية الخاصة». الى ذلك، رفض رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك اجراء محادثات مباشرة مع روسيا لإنهاء ازمة اوكرانيا بلا وسطاء غربيين. وقال خلال اجتماع لمجلس الوزراء: «حالياً المحادثات الثنائية بين روسيا وأوكرانيا مستحيلة في غياب الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي». واضاف غداة إعلان الرئيس المنتخب الموالي للغرب بيترو بوروشنكو انه يأمل بإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مطلع حزيران المقبل: «اذا جلستم حول طاولة مفاوضات مع الروس فقط فإنهم سيخدعونكم». ولم تعترف موسكو بشرعية ياتسينيوك الذي عيّن رئيساً لوزراء اوكرانيا بعد فرار الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش في شباط (فبراير)، والذي اكد بوروشنكو بقاءه في منصب رئيس الوزراء. وأجرت روسيا وأوكرانيا محادثات في جنيف في نيسان (ابريل) الماضي بحضور الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، وانتهت باتفاق لم يحترم للخروج من الأزمة. على صعيد آخر، أبلغ اندريه بيلوسوف، كبير المستشارين الاقتصاديين للكرملين، صحيفة «دي برس» النمسوية أن بلاده لا تعمل على إعداد إجراءات انتقامية لمعاقبة الشركات الأجنبية بسبب العقوبات التي يفرضها الغرب على روسيا بسبب أزمة اوكرانيا. وقال المستشار إن «موسكو بدأت تشعر بتأثير العقوبات المخففة» التي توصي شركات وبنوك بإلغاء أو رفض تمويل مشاريع في روسيا. وتابع: «لاحظنا قلقاً لدى شركات روسية، لكن قلق الشركات الأجنبية العاملة في روسيا يفوقه كثيراً. وأستطيع أن أصرح علناً بأننا لم نشرع في إعداد اجراءات مضادة حتى الآن». وفي مطلع الأسبوع صرح بيلوسوف بأن روسيا قد تلجأ الى آلية فض المنازعات التابعة لمنظمة التجارة العالمية، في حالة تبني اجراءات جديدة تقيّد تجارة روسيا الخارجية، واستدرك: «لا اقول إنه اجراء سينفذ بالضرورة. أتمنى ألا ترتكب أوروبا حماقة فرض مزيد من العقوبات».