كابول - رويترز - اصدرت حركة طالبان الافغانية بيانا اعترفت فيه بمقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بعدما اكد التنظيم مقتل زعيمه على أيدي قوات أميركية لكنها قالت ان موته لن يؤدي الا الى احياء قتالها ضد "المحتلين" في افغانستان. وفي حين سارعت جماعات متشددة اخرى في أنحاء العالم بالتنديد بمقتل بن لادن كان رد فعل طالبان التي أوت لسنوات زعيم القاعدة بطيئا وقالت انها بحاجة الى دليل. ثم اصدرت القاعدة بيانا امس اكدت فيه مقتل بن لادن مما ادى الى خروج رد فعل من طالبان بعد ذلك بساعات. وقالت طالبان في بيان بالبريد الالكتروني "لقد تلقينا نبأ استشهاد الشيخ ابو عبد الله اسامة بن محمد بن لادن رحمه الله في هجوم مفاجئ للقوات الأميركية المعتدية." واضافت في البيان مستخدمة اللقب الذي يستخدمه الاسلاميون المتشددون لوصف انفسهم "امارة افغانستان الاسلامية تعتقد ان استشهاد الشيخ اسامة ... سيبث روحا جديدة في الجهاد ضد المحتلين". ولم تنشر واشنطن حتى الان اي صور لجثة بن لادن او لعملية دفنه مما اثار الشكوك في بعض المنتديات الاسلامية بشأن ما اذا كان قد قتل بالفعل. وسيساعد بيان القاعدة التي تعهدت بشن مزيد من الهجمات على الغرب في تبديد بعض هذه الشكوك. وقدمت طالبان ملاذا لبن لادن في جنوبافغانستان الى ان اطاحت قوات افغانية تدعمها الولاياتالمتحدة بحكومتها في الاشهر التي تلت هجمات 11 سبتمبر ايلول على الولاياتالمتحدة والتي دبرها زعيم القاعدة. وحيئنذ فر بن لادن وقيادة طالبان برئاسة الملا محمد عمر الى باكستان المجاورة. وفي حين تصف طالبان في بيانها موت بن لادن بأنه "خسارة كبيرة" تركز اغلب الاشادة بزعيم القاعدة فيما يبدو على الوقت الذي قضاه في قتال السوفييت في افغانستان الى جانب المجاهدين في الثمانينات. واضافت طالبان في البيان انه اذا كانت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها يعتقدون ان معنويات التمرد في افغانستان ستضعف بمقتل بن لادن "فهذا مؤشر على سذاجة الأميركيين. "يجب ان تعرف أميركا ان الحركة الجهادية الموجودة حاليا في افغانستان بدأت بين الشعب الافغاني وتعبر عن مشاعر وامال هذا الشعب الابي." وبلغ العنف في افغانستان العام الماضي اعلى مستوياته في نحو عشر سنوات مع وقوع عدد قياسي من القتلى والجرحى في صفوف الجانبين. وتؤيد الولاياتالمتحدة وحلفاؤها على مضض خطة للحكومة الافغانية للتفاوض مع المتمردين بينما ينسحبون من الحرب على ما يبدو. ومن الشروط التي وضعتها واشنطنوكابول قبل بدء المحادثات هو ان تتخلى طالبان عن ارتباطها بالقاعدة. وترفض طالبان علنا فكرة المحادثات وتطالب برحيل القوات الاجنبية من البلاد. وبعد تحذير كبار قادة حلف شمال الاطلسي في افغانستان من موجة جديدة من الهجمات المتوقعة اعتبارا من اول مايو ايار اعلنت طالبان الاسبوع الماضي بداية "هجوم الربيع" الذي يستهدف قوات التحالف والمسؤولين العسكريين الافغان. وستبدأ الولاياتالمتحدة ودول اخرى تدريجياً سحب قواتها من افغانستان هذا الصيف بينما تسلم المسؤولية الامنية للافغان في سبع مناطق في يوليو تموز. ومن المقرر ان تغادر جميع القوات الاجنبية المقاتلة بنهاية 2014. ___________ * جوناثون بيرتش